السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسم من عند أخونا عاشق الحقيقة .. الوسم ما شاء الله طابعه حلو .. بس أنا حسيت إنه محتاج كلام مش عايز اختصار يعني .. فاسمحولي إني أزهقكم شوية :D
ملحوظة بعدما أجبت عن السؤال الأول فقط ..أدركت أن قراءة هذه التدوينة محتاجالها قعدة .. لو حد وراه حاجة يروح دلوقتي ويرجع لما يكون معاه وقت :D
ما هى أحب سورة إليك ، تقرأها فى فرحك وفى حزنك؟
هممم .. لما الواحد بيشتاق بيشتاق للقرآن كله .. أي سورة بكون حافظاها لما بسمع آيات منها لازم أكملها أو أرجع أقراها من القرآن لو كنت مش حافظاها
سورة الكهف تقرأ كل يوم جمعة وأسمعها بتلاوة الشيخ مشاري العفاسي .. بها وقفات ولطائف جميلة جدا .. منذ سنوات .. عندما كنت أقرأ سورة الكهف يوم الجمعة .. كنت أحس بأنها طووويييلة .. ولم أكن أعي معانيها .. الآن الحمد لله أحفظها وأستطيع تدبر آياتها
من اللطائف في سورة الكهف :
في الترك لله
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16)
سبحان الله .. إنظر كيف يبدل الله من ترك شيئا لله خيرا مما ترك .. عندما ترك الفتية المشركين نزلت عليهم رحمة الله ورفقه بهم وبحالهم
والآية دي بتفكرني بالآية في سورة مريم لما سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ترك المشركين فوهبه الله أبناء هم خير الذرية
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)
***
في رفقة الصالحين
إنه مخلوق من مخلوقات الله .. خلد اسمه في القرآن .. لمصاحبته الصالحين والأخيار .. إنه كلب الفتية الصالحين .. سبحان الله العظيم .. خلد ذكره في قرآن يتلى ليوم القيامة .. وهو غير مكلف وسيفنى يوم القيامة إلى تراب .. فما بالنا نحن المكلفين إن أحسنا صحبة الصالحين .. وما ثوابنا .. الحمد لله
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22)
***
في الحمية والغضب
لماذا تغضب .. ولمن تغضب ؟
إنظر إلى صاحب صاحب الجنتين .. كان صاحب الجنتين مغرورا يتباهى بجنتيه الجميلتين المثمرتين الغنيتين والنهر الذي يجري خلالهما ويتباهى أمام صاحبه الأقل منه غنى بأنه ذو أموال وأولاد .. وصاحبنا الفقير لا يتكلم ولا يرد .. كأني به صابرا صامتا غير مبال .. مشغول بذكر الله
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)
لكن صاحب الجنتين الغني المغرور .. لم يكتف بالتعال على صاحبه .. بل وبدأ في طغيان يقول
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36)
هنا ما استطاع صاحبنا الفقير الصمت والتغاضي .. لم يعد الطغيان عليه .. بل طغيان على الإيمان فإنطلق لسانه بالحق
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
ثم قال له بالبلدي كده .. يا راجل ده انت شايف حالي أقل منك .. ولادك أكتر من ولادي ومالك أكتر من مالي .. ما تحمدك ربك على اللى انت فيه
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)
بالإيمان تتحقق سعادة الفرد وإن كان في الدنيا فقيرا .. وبالكفر تتحقق تعاسة المرء وإن كان في الدنيا غنيا
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)
***
الباقيات الصالحات .. ما هن ؟
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)
اختلف العلماء في تفسيرها .. لكني سأذكر تفسيرين .. أحدهما أشهر وأرجح تفسير .. وهو الذي يقول أنهن الكلمات الأربع :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
والآخر هو أغرب تفسير .. وقاله عبيد بن عمير
أنهن البنات؛ يدل عليه أوائل الآية؛ قال الله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" ثم قال "والباقيات الصالحات" يعني البنات الصالحات هن عند الله لآبائهن خير ثوابا، وخير أملا في الآخرة لمن أحسن إليهن
***
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)
لن أنسى أبدا تفسير الشيخ الشعراوي في هذه النقطة .. رحمه الله .. قد حدد الله عز وجل لسيدنا موسى مكانا وعلامة سيلقى فيها العبد الصالح .. فلما وصلا إلى هذا المكان الذي حدده الله لهما .. جاوزاه دون أن يدريا .. ورغم أنهما سافرا لمسافة .. إلا أن التعب والنصب لم يكن من نصيبهما إلا بعد أن جاوزا المكان الذي كان عليهما التوقف فيه ولقاء العبد الصالح
العظة هنا أن الإنسان عندما يجاوز حدود الله يلقى مشقة وتعبا .. لأن الإسلام هو راحة لفطرة النفس .. وإن كان هذا لا يتعارض مع تعب الجسد .. فنحن في دنيا دار اختبار وعمل لا جنة دار مقام ونعيم
حاجة كمان جميلة .. سيدنا موسى كان مصر على الوصول للعبد الصالح .. لو أخدنا بالنا من كلامه أنه قال ما معناه أني حفضل ماشي سنييين وسنين لغاية ما ألاقي العبد الصالح .. طيب لما وصلوا لمكان اللقاء ونسى فتاه الذي يخدمه أن يحدثه بالعلامة التي حدثت وهي عودة السمك الذي كانا يحملانه للماء .. وجاوزا المكان ثم فطنا إلى أنهما تجاوزاه .. لم يحتد موسى عليه السلام على الفتى ولم يوبخه بل وبكل بساطة
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)
طبعا هو شيء غير مستعجب من نبي .. ونبي يحمل مسؤولية .. إنما هي إشارة أردت توضيحها للناس في زماننا هذا
سواء صدر هذا التوبيخ والتقريع الشديد من أب أو أم لأولادهما
أو من صاحب أو صاحبة بيت لخدم لديهم
أو من مدير لموظف عنده
الرفق والتحمل واللين في المعاملة .. والتذكر أنك صاحب مسؤولية .. وأن تقصير من هم تحت يدك أنت مسؤول عنه فلتلم نفسك أولا
***
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82)
مرة أنا وأمي كنا قاعدين بنتكلم .. فتذكرت أمي سيدة قابلتها مرة واحده في حياتها .. وحتى أن المقابلة لم تكن مؤثرة أو موقف يعلق بالذهن .. كانت سيدة مسنة من بقايا العائلات الأرسطوقراطية تعيش وحدها في ملحق قصرها بعد أن تبرعت بالقصر ليكون مكتبة .. فاقترحت إحدى قريبات أمي أن تزوراها وهذا ما حدث .. زيارة واحدة حدثت منذ سنوات .. وتذكرتها أمي وهي جالسة معي فأخذت تدعو لهذه السيدة بأن (يمسيها الله بالخير إن كانت حية ويرحمها ويغفر لها إن كانت متوفاة) فابتسمت وعلقت
سبحان الله يا ماما .. يعني هل كانت السيدة دي تتخيل يوما أن أحدا سيذكرها ويدعو لها بعد سنوات في بلد آخر غير مصر !!
فقالت لي أمي باسلوبها المحبب وأنا أنظر إليها وأستمتع بحديثها وتعابير وجهها وهي تتحدث
أمال يا مها .. ربنا سبحانه وتعالى له عجائب في قدره .. يعني اليتيمين اللى في سورة الكهف .. ما هم كانوا صغيرين وضعفا وفين .. في المدييينة .. والجدار كان فيه .. في القرييية .. لا ومش أي قرية .. قرية ناس بخلاء يعني لو لقوا الكنز ولا كان حد فيهم سأل مين صاحبه
فنظرت لها منبهرة .. لم تخطر لي هذه الفكرة قط وأنا أقرأ السورة !! سبحان الله فقلت لها
أنا سمعت في تفسير وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا إنه كان جدهما وليس أبوهما مباشرة ؟ سبحان الله .. صلاح الآباء والأجداد يعود بالنفع على الأبناء
***
فيه خواطر وخواطر .. وأجزاء كنت أود الحديث عنها في السورة لكني آثرت الإختصار كي يقرأ الكلام :) ولأن هذا ليس موضوعنا الأصلي .. حخلص الإجابة عن السؤال ده والباقي في الحلقات المقبلة إن شاء الله تعالى :D
بحب كمان سورة الإسراء سمعتها بتلاوة الشيخ أحمد العجمي .. لم تكن كأي تلاوة .. أوصلت لي معان جميلة في كثير من الآيات .. وقد كتبت حولها خواطري في هذا الموضوع
سورة الأنعام .. أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح والتحميد". وأحبها بتلاوة سعد الغامدي
وأكثر آيات أحبها فيها هي الآيات التي تتحدث عن سيدنا ابراهيم عليه السلام
سورة مريم .. أحبها لأن فيها ذكر اسم الله الرحمن ورد كثيرا
سورة الأنبياء بتلاوة الشيخ إبراهيم الجبرين
بحبها لأن فيها ذكر للأمم السابقة ولأنها بتتناول العقيدة .. وآياتها مؤثرة جدا
آخر ملحوظة قبل ما أقفل السؤال :D
لما حطيت التلاوات لم يكن ذلك لغرض ما اللهم إلا أن كل تلاوة كانت توصل لي معان معينة .. أو أني اعتدتها فأسهل علي استرجاع الآيات بتذكر طريقة التلاوة نفسها أو أنني استرحت لها
فأن يحب الإنسان طريقة التلاوة حتى يطغى هذا الحب على تدبر الآيات ومعانيها هذا شيء غير مقبول
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله