وتـتـحـجـر عـيـنـاي كـأنـي أطـبـع الـمـشـهـد ذكـرى للأبـد
***
تمنيت منذ سنتين تقريبا أن أكتب عن الفقد وعن مشاعر الإفتقاد .. صعبة وقاسية هي .. لكن لم أستطع أن أتم مثل هذه التدوينة أبدا
كلنا قاسى الفراق من قبل .. وكلنا يعرف هذا الشعور
ومعظمنا قاسى شعور "انتظار" الفراق .. تعرف أنك ستفارق هذا المكان للأبد .. أو هذا الشخص .. أو هذا الشيء
تمر أيام تتألق بالوصل وتخبو بالفراق
وتبقى الذكرى حاضرة
يقول البعض أنها ذكرى تسلي القلب
بينما .... توجعني أنا
...........
كم أغبط تلك الشريفة الكريمة .. الرميصاء .. التي قالت لزوجها بكل صبر واحتساب عندما مات ولدها : (إن الله قد استرد وديعته)
وذلك الأعرابي ذو الفطرة السليمة ، وقد سئل عن غنم يرعاها فقال: ( هي لله في يدي ) .. هل سيعاني إذا فقدها كمن يرد على هذا السؤال باعتزاز : (إنها لي .. ملكي )
.................
لم يمتلكهم حب الدنيا لذا لم يتعلقوا بها ..
ومشاعر الفقد مشاعر إنسانية لم ينهنا "الإسلام" عنها لكن "الإيمان" يجعل الفقد علينا أهون.
***
تحديث
لا أريد تخصيص الموضوع فالموضوع عام لكن على ذكر الفقد .. منذ فترة عاودت مشاهدة مسلسل كارتوني كنت أتابعه وأنا بعد صغيرة .. وكنت استرجع الذكريات أثناءها
بيتنا القديم حيث نشأنا وتربينا .. أشعة شمس الصباح وهي تفترش أرض الصالة وعيون أخوتي الصغار التي استيقظت لتوها
شغفنا وأفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا
والدي ووالتي وهما بعد في مقتبل العمر وكيف كانا يعاملاننا
لم أكن أعاود مشاهدة الكارتون قدر ما كنت أعاود مشاهدة الماضي
ولشد ما فوجئت كم أنستني الدنيا بعض لحظات الطفولة .. طفولتي القريبة