2008/10/03

مصر / رمضان .. إلى اللقاء

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سألتني صديقة لي قضت حياتها كلها في فرنسا خلال الماسنجر عن رمضان في مصر بما أني أحضره هذا العام فيها


حسنا .. فلنرتدي عوينات الجمال ولننظر ..


رمضان في مصر يا عزيزتي جميل .. جميل جدا ..


يتجمع فيه شباب المنطقة أو الشارع يمرون على السكان يهنئونهم برمضان ويجمعوا منهم نقودا لتزيين الشارع بالفوانيس والأشرطة البراقة الملونة .. ويتعاونون ليبدو الشارع في أبهى صوره لاستقبال الشهر الكريم





قبل الإفطار تخفت مظاهر الضجيج والنشاط والحركة .. وينساب صوت القرآن من أصوات المقرئين الرخيمة من كل زاوية (الزاوية مسجد عبارة عن دور أرضى في عمارة تقام فيه الصلوات) ومسجد


وبعد الإفطار تضاء الشوارع بالفوانيس والمصابيح كأن نجوم السماء اقتربت لتشارك الشارع فرحته برمضان .. ويلهو الأطفال معا بينما تمشي مجموعات من الفتيات معا يتحادثن ويتضاحكن


وتجدين المحال وقد امتلأت واجهاتها وأمامها بالبضائع الرمضانية من المكسرات وقمر الدين والفوانيس والكنافة والقطائف والحقائب الرمضانية التي تحتوي على الأرز والسمن والمعكرونة وغيرها


وإن مر عليك يوم وكنت أثناء الإفطار في الطريق في أي مكان .. فلابد من أن تجدي شابا ما أو رجلا يوزع تمرا أو ماء أو حليبا أو غيرها للإفطار .. هذا إن لم تقابلي مائدة رحمن قبل هذا .. لا تملكي وقتها إلا أن تدعي لهم بالخير .. فما أخرج هؤلاء من بيوتهم وأوقفهم في الطرقات بعد يوم صيام وعمل وما جعلهم يفارقون الأهل والطعام فإنا نحسب نيتهم خالصة لله فلله در ثوابهم أكرمهم الله


فإن خلعنا منظار الجمال لنرتدي منظارا أكثر قتامة .. عوينات ناقد صريح



ها هو الشعب المصري بعد الإفطار (المتين) يتسمر أمام التلفاز ليتابع الكم الهائل والسيل الجارف من المسلسلات العربية والبرامج .. فأين صلاة التراويح !! .. على الرغم من أن التلفزيون العربي -أكرمه الله !- قدم حلا مريحا لجميع الأطراف

فالفرد الذي يود مشاهدة ذاك المسلسل وأن يصلي التراويح (وضع تحت التراويح خطين) يمكنه من أول إعلان يقطع المسلسل أن يقوم ليتوضأ على راحته ويرتدي ملابسه بكل هدوء ويذهب للمسجد في سكينه ويصلي التراويح في خشوع -وإن كان الإمام يقرأ بجزء فيها- ثم يعود للمنزل ليلحق إعلانا أو إثنين قبل أن يعاود مشاهدة المسلسل ذاته دون أن تفوته دقيقة منه


هذا عن ليل رمضان فماذا عن نهاره .. ها هو رمضان لم يعد بذات الهيبة الدينية في نفوس الناس .. فلا يتورع بعض المارة عن السب والشتم في رمضان ولا البائع الغشاش يتوقف عن غشه ولا السائقين عن سماع الأغاني ...

هكذا .. فإن لم نرتد العوينات مطلقا فإنك سترين كل هذه المظاهر في مصر .. الجيد والسيء والراقي و المتدني


*****
يظل رمضان في مصر ذو طعم متميز جدا .. عن نفسي أجد صعوبة في ايجاد الهمة للعبادات على عكس الكويت .. رمضان في الكويت هادئ بلا طعم ولا مظاهر .. لكنه يفسح مجالا واسعا للعبادات


*****


عن الفقد
-----


وها قد ودعنا رمضان .. وودعت معه مصر


كانت إجازة اختلفت فيها حياتي كثيرا وكعادة إجازاتي في مصر ..


أتذكر أني دوما أترك مصر في نهاية كل صيف وأنا أبكي بضيق شديد .. وأتطلع دوما إلى اليوم الذي أعود فيه إليها للأبد ..

أن تعرف أنك بعد دقائق أو ساعات لن تتواجد هنا .. لن ترى هذه الأماكن غدا ..


ستكون في مكان آخر بعيد بمئات الكيلومترات .. لن يكون بمقدورك أن تستيقظ في فراشك وتشعر أنك تشتاق لميدان الجيزة أو التحرير أو كورنيش النيل فترتدي ملابسك وتروي شوقك بالذهاب لهناك


يزداد خفقان القلب .. وتريد للحظاتك الحالية أن تستمر للأبد .. تتشبث باللحظة لا تريد فراقها .. فتجد يدك لا شعوريا تقبض على أي شيء حولك ..


لكن اللحظات تتفلت منك ..



لماذا وكيف أحب مصر !! لا تسألوني فالقلب بخيل بالأدلة دوما وشعاره لا تفسيرات إنما نتائج راسخة


......


إنه الفقد والفراق .. من أصعب المشاعر .. هناك فرق بين أن "تعرف" أن الفقد صعب .. وبين أن "تستشعر وتحس" بذلك
دعكم من تلك اللحظات السوداء .. فما أكثر لحظات الفقد التي مرت وستمر علي .. ولا حل لها إلا الصبر الجميل (صبر جماله أنه دون شكوى لكنه مر كالعلقم) .. كما يقولون the show must go on

ها قد عدنا للتدوين .. كنت بحاجة إلى تلك الأجازة منه والآن عادت لي الرغبة والأفكار


فمرحبا كويت / مدونتي




التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

هناك 21 تعليقًا:

  1. أنا على العكس اول رمضان أقضيه في السعودية خارج مصر
    و إفتقدت رمضان و طعمه في مصر جداً
    رمضان هنا ممل جداً و بالعكس عباداتي قلت هنا بإستثناء عمرة رمضان اللي عملتها
    يمكن لإني ما أعرفش حد هنا
    في مصر كان الواحد بيصلي التراويح مع أصحاب معينيين
    و بيقعد على القهوة مع أصحاب غيرهم
    بل و احياناً يبقى في إعتكاف مع أصحاب غير الإتنين الأولانين

    هنا الوحدة و الغربة و الملل دمروا مذاق رمضان خالص
    و القعدة في مصر كأجازة صيف تختلف كتير عن المعيشة الدائمة فيها
    :)
    سعيد بمعرفة مدونتك

    ردحذف
  2. الزمان والمكان يشتاقون لعباد الله الصالحين

    ردحذف
  3. السلام عليكم حبيبة قلبي مهاميهو ..

    فرحت جدا لرجوعك من السفر ...ومرة ثانية الحمد لله على سلامتك نورت الكويت برجوعك ..
    على فكرة انا تعودت على مدونتك ..فطوال فترة سفرك كنت أفتح مدونتك من فترة إلى آخرى لأرى جديدك ولما علمت أنك رجعتي من السفر قلت أكيد ستكتب في مدونتها عن أيامها في مصر وفعلا كتبتي عن تلك الأيام ياااه لما قلتي لي أنك حزينة لرجوعك لم أصدقك ..لأنك قضيتي هناك فترة كبيرة نوعا ما ..لكن بعدما قرأت كلامك الذي أشعل في صدري الكثير من المشاعر قلت في نفسي والله معها حق ..

    فعلا الوطن غالي ..اليوم كنت أتناقش مع أبي حول هذه النقطة أن الأرض غالية ..وعندما كنت أقول هذه الكلمة شعرت بغصة في صدري ..

    هذه السنة لما سافرت إلى سوريا ..لا أدري شعرت بمشاعر قوية مختلفة عن أي سنة ذهبت إليها شعرت بالإنتماء بقيمة الوطن ..أنا أكيد أحب الكويت وأشعر أني مثل السمكة اذا خرجت من البحر تموت وأشعر أنها وطني الأول والثاني ..سبحان الله الإنسان يتعلق بالبلد الذي ولد فيها ..

    لكن أكيد شعور أن الإنسان على أرضه شعور لا يعوض بأي ثمن ..عندما أشم الهواء وأرى الجبال من حولي والمناظر الساحرة أشعر بمشاعر رائعة ..قلت لأمي مرة وأنا سارحة في ملكوت الله حولي ..قلت لها أمي ياه أنا على أرضي ..كل هذه أرضي ..أنا أدوس بقدمي على أرضي ..وسرحت حزينة قلت لها الفلسطنيون محرومون من هذا الشعور ..

    فهناك فلسطنيون لم تلمس أقدامهم تراب أرضهم ولم تمتلئ رئتيهم بهواء أرضهم ولم يروى عطشهم من ماء أرضهم ...حتى أنا أشعر بهذا الحرمان لأنها أرضي كمسلمة

    وأدمعت عيناي حينما فكرت بهم ..لكن وباذن الله ستعود لنا هذه الأرض ..فاليهود ولو كانوا على أرض فلسطين فهم محرومون من شعور الإنتماء لأرض ...فهم ليس لهم أرض ..شردهم الله وفرقهم ويا رب يخرجهم من أرض ليست من حقهم ...وليس ذلك على الله بعزيز

    يا الله جعلتيني بكلماتك يا مها أكتب الكثير جعلتيني أشتاق إلى سوريا أنا هذه السنة قضيت نصف رمضان في سوريا والنصف الآخر في الكويت ...

    ولكل بلد جوها الخاص ...لكن لأن أغلب أهلي في الكويت فأنا أفضل رمضان هنا .. ولأني متعلقة جدا بالمسجد الكبير ...أدعو فقط أن يتقبل منا جميعا

    أدري اطلت اعذريني لكن في الحديث عن الوطن الإنسان ينسى نفسه ...

    واقترب اللقاء كلها يومين ونجتمع في الجامعة الحمد لله ...

    سلام حبيبتي مهاميهو

    أختك عاشقة الجنة
    ريم

    ردحذف
  4. بسم الله

    اولا اللهم تقبل منا رمضان

    ثانيا
    انا كنت لسه باتكلم مع احد الاصدقاء لسه جاي من دبي - وكلنا يعلم دبي كجمال ونظافة وتقدم - ولو ترى حجم سعادته تذهلين

    رغم كل اللي بتعمليه فينا يا مصر هنفضل نحبك ونموت فيييييييك

    تحياتي

    ردحذف
  5. مهندس مصري :

    همم.. كلامك إن أكّد على شيء فإنما يؤكد على أن اعتياد العيش في مكان عامل مؤثر في إثارة الهمة للعبادة .. لاحظ أني لم أقل أنه "العامل المؤثر الرئيسي" لأن رحمة الله وفضله تشمل بعض الناس فلا يعانون من تأثر الهمة في العبادة في أي مكان .. فالله المستعان

    ومعاك حق إن الإقامة في مصر غير قضاء إجازة بها وقد جربت الإثنين .. ويظل ذلك الشعور .. عندما أكون في مصر أشعر براحة ما وإن نغّص علي ما نغّص

    أعادنا الله لها سالمين وأصلح حالها :)

    أسعدني مرورك

    مصر .. رمضان :

    عبارتك مؤثرة وعميقة .. يا رب اجعلنا من عبادك الصالحين

    اشتاقت لك الجنة وجزاك الله خيرا على التعليق الثمين

    ردحذف
  6. عاشقة الجنة :)

    الكويت منورة باللى فيها :)

    وفعلا الوطن غال جدا .. معلومة قديمة وبديهية لكن احساسها عند كل إنسان لا يهون من شأنها

    نورت يا ريم بتعليقك :)

    أ/أحمد سعيد بسيوني

    فعلا .. الإنسان لا يحب وطنه لأنه أنظف الأوطان ولا أحلاها ولا أرقاها .. يحبه لأنه هو وطنه .. بكل ما فيه من سيء وجيد

    أصلح الله نوايانا وأوطاننا وجعل الجنة دارنا ومثوانا

    ردحذف
  7. فإن لم نرتد العوينات مطلقا فإنك سترين كل هذه المظاهر في مصر .. الجيد والسيء والراقي و المتدني


    لقد وصلت لحكمة الحياة في مصر
    حمدا لله على سلامتك مرتين :)
    وكل عام وأنت بخير مرتين

    ردحذف
  8. عصفور المدينة

    سلمك الله من كل سوء .. ومرحبا بعودتك للتعليق بعد طول غياب :)

    ردحذف
  9. الطائر الحزين

    وأنت بخير وبصحة وسلامة ولله أقرب

    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  10. تفرقت ايام شهرى بين قطر والكويت بس يمكن حسيت بيه فى الكويت اكتر عشان زحام العشر الاواخر فى المسجد الكبير وراء مشارى
    ـــــ
    دمت بخير واعاد الله عليكى ايامه بكل خير

    ردحذف
  11. إنكسارات :

    مرحبا بتعليقاتك مجددا :)

    وعساكم من عواده إن شاء الله

    عندما أصلي العشر الأواخر في المسجد الكبير أحس كأنني في الحرم مع الفارق في بركة المكان طبعا .. وهذا لما أراه في التلفاز فأنا لم أنل شرف الذهاب لعمرة أو حجة بعد أنالها الله إياي وإياكم

    ردحذف
  12. رمضان السنة دي ما كانش ليه طعم خالص ، الغريب اني كنت انا فاكر إني لوحدي اللي حاسس كده ، لكن ناس كتير من زمايلي كنت بقابلهم كانوا بيقولوا نفس الكلمة ،

    مش عارف ليه

    ردحذف
  13. أ/محمود محمد حسن

    والله الجملة دي أنا بسمعها من كام سنة مش السنة دي بس !!

    يظهر إن البركة فعلا بتقل بشكل مطرد

    الله يكون في عون الأجيال الجاية .. ومين عارف يمكن يرجعوا بقربهم من الله وطاعتهم له البركة اللى بتختفي دلوقتي

    ردحذف
  14. :)
    حمدا لله على سلامتك ورجوعك لبلدك
    وكل عام وانت بخير
    :)

    ردحذف
  15. الله يسلمك أ/محمود :)

    هو في الحقيقة أنا سبت بلدي ورجعت لبلد إقامتي .. الفرق شاسع :)

    كل عام وأنت بخير ولله أقرب

    ردحذف
  16. وصفك معبر جدا ورائع
    كلنا فعلا فراق مصر صعب علينا جدا

    تحياتى لحضرتك

    ردحذف
  17. يااااااه يا حبيبتي .. وكأنك تتكلمين بلسان حالي!

    رمضان في مصر - برغم قرفها والمظاهر اللي حكي عليها- الا انه له طعم مختلف

    ورغم اني كنت فاكرة اني مش بحب مصر اوي .. الا انها طلعت غالية عندي -رغم اللي بتعمله فينا-

    لما كنت مسافرة كل حاجة فيها كانت وحشاني .. حتى طعم الاكل غير !
    برغم الاكل في السعودية انضف واحلى .. بس ما تفهميش !!

    رمضان في السعودية كان جميل في التفرغ للعبادة بس والعمرة الحمد لله ..

    يالا .. كل سنة وانتي طيبة يارب وبعودة الايام بالخير..

    :) ان الله مع الصابرين..

    ردحذف
  18. المستنصر بالله

    أشكرك ومرحبا بك

    نور .. نورت المدونة :D

    كلامك يزيدني ثقة وإطمئنان إن فعلا ناس كتير عندهم نفس الشعور

    يا رب نكون سبب في إصلاح بلدنا عشان نعرف نستمتع بيها .. وميكونش سفرنا ده هرب منها أو تخلي منا عنها في وقت هي محتاجالنا فيه

    ردحذف
  19. أتذكر أني دوما أترك مصر في نهاية كل صيف وأنا أبكي بدل الدموع دماء .. أكاد أجن من حبي الغريب لهذا البلد الذي طالما تألمت فيه .. لي مع مصر أكثر الذكريات إيلاما ومع ذلك أعشقها !! .. وأتطلع دوما إلى اليوم الذي أعود فيه إليها للأبد ..وياللعجب !! .. أكون فيها وأنتقدها وأكره ما فيها من فساد وأصرخ أحيانا من فرط ضيقي بأني لن أستطيع أن أقيم فيها لدقائق أكثر .. وعندما يأتي وقت الرحيل .. يكون الشعور بالرحيل شعور المساق إلى الإعدام ..


    أن تعرف أنك بعد دقائق أو ساعات لن تتواجد هنا .. لن ترى هذه الأماكن غدا ..


    ستكون في مكان آخر بعيد بمئات الكيلومترات .. لن يكون بمقدورك أن تستيقظ في فراشك وتشعر أنك تشتاق لميدان الجيزة أو التحرير أو كورنيش النيل فترتدي ملابسك وتروي شوقك بالذهاب لهناك


    يزداد خفقان القلب .. وتريد للحظاتك الحالية أن تستمر للأبد .. تتشبث باللحظة لا تريد فراقها .. فتجد يدك لا شعوريا تقبض على أي شيء حولك ..


    لكن اللحظات تتفلت منك .. فتتفلت معها الدموع من عينيك بضيق صدرك


    أواه .. من أقساه من هجر

    لماذا وكيف أحب مصر !! لا تسألوني فالقلب بخيل بالأدلة دوما وشعاره لا تفسيرات إنما نتائج راسخة


    ...........



    بكت عيوني من وصفك لهذه اللحظة

    لانى مريت بيها نفسها وانا راجعة من الاجازة بردو

    نفسي ارجع مصر بقي يا مها :(

    ردحذف
  20. قلبت علي المواجع بعد ما قريت اللى كنت كتبته تاني :(

    الحمد لله ربنا يجمعنا بيك يا مصر تاني على خير

    ردحذف

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي