بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم يقف أحدكم يوما عند هذه الآية ولم يفهم معناها :
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [آل عمران : 7]
قد توقفت عندها مرات عديدة ولحداثة سني وقتها وقلة علمي كنت أقول في نفسي : ولكنني أتساءل كثيرا عن معنى تلك الآيات المتشابهة (المتكررة) في القرآن ولماذا تكررت والغرض من تكرارها .. فهل ينطبق علي أنني أتبع ما تشابه منه ابتغاء تأويله ؟
ثم أقول : سأنتهي من القراءة إن شاء الله ثم أبحث عن معنى الآية وتفسيرها .. وكالعادة لا أفعل !
ثم الحمد لله تعرضنا لهذا الموضوع بالذات في مادة علوم القرآن التي أدرسها في دار القرآن .. درس بعنوان : المحكم والمتشابه
فما هو المحكم وما هو المتشابه يا معلمتي ؟
المحكم : من الإحكام أي الاتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه
{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود : 1]
والمتشابه : ليس المكرر كما كنت أظن .. إنما أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ } [الزمر : 23]
فالقرآن كله محكم وكله متشابه
لكن آية آل عمران تقول
{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}
هنا يعني الإحكام : أن يكون معنى الآية واضحا جليا لا خفاء فيه ، أما المتشابه : أن يكون معنى الآية مشتبها أي خفيا بحيث يتوهم الواهم مالايليق بالله تعالى أو كتابه أو رسوله ، ويفهم منه العالم الراسخ في العلم خلاف ذلك.
طيب يا معلمة أنا لا أفهم إلا بالأمثلة !
حسنا .. مثال في آية : {إنا نحن نزلنا الذكر}
في كلمة نحن .. معروف عند العرب في الحديث أنه تستعمل صيغة الجمع للتعظيم .. فالله سبحانه وتعالى يعظم نفسه بهذه الصيغة .. أما الجاهل أو المنافق أو الملحد وغيرهم فيتبع هذه الآية ويقول أن الصيغة للجمع وأنهم آلهة وليس إله واحد
والرد يكون بآية أخرى من القرآن الكريم (آية محكمة واضحة وجلية) : {وإلهكم إله واحد} و {قل هو الله أحد}
مثال آخر : {إن الله يغفر الذنوب جميعا}
كلمة جميعا .. هل لمن تاب ولمن لم يتب ؟
الرد بآية محكمة : {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}
والأمثلة بعد ذلك كثيرة :)
***
الحمد لله أن يسر لنا هذا العلم .. نفعنا الله به وإياكم .. وجعله حجة لنا لا علينا اللهم آمين
استعنت بكتابي الدراسي لمادة علوم القرآن وهو بعنوان : الوجيز في علوم الكتاب العزيز لد. مشعل الحداري
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ردحذفجزاك الله خيراً على هذا البيان السهل البسيط، وبارك الله في معلمتك، طريقة سهلة ولذيذة،وربنا يرزقنا العلم النافع والفهم السليم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخونا مختار :)
ردحذفجزانا وإياكم إن شاء الله :) أسعدني أن الشرح كان سهلا مفيدا
حللت أهلا ونزلت سهلا
الله
ردحذفعارفة
حسستيني باحساس كنت مفتقداه من زمان اوى
وحشنى اوى انى اتأمل فى معانى القرآن كدة
الايات اللى بيبقي وراها كلام كتير زي دي
والواحد مش واخد باله منها لما يقرأها
وحشنى اوى فهم الكلام بالطريقة دي
ربنا يكرمك يارب :)
بس حاجة اخيرة
لو كنتى كبرتى الخط اكتر من كدة شوية مكانتش عينيا دمعت ولا لبست النضارة فى نص البوست
D:
:) .. تعليقك يا طيبة خلاني أفكر .. والأفكار كتير ملهاش مكان هنا دلوقتي ..
ردحذفالحمد لله يا طيبة .. يستحق الحمد والشكر .. والعلم ده من أكبر وأعظم النعم من ربنا على الإنسان .. ربنا يجعله حجة لنا لا علينا .. ربنا يرزقنا من فضله كده دايما .. ويهدينا ويثبتنا إلى أن نلقاه
وعن الخط فحاضر من عنيا إن شاء الله .. هو مشكلة شنيعة لأنه دايما سواء كبرته أو صغرته مش مريح
بسم الله ما شاء الله
ردحذفأسلوب جميل مبسط فهمت منه ببساطة ما لم أفهمه طول عمري
جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم ونفع بكم الدين والأمة
السلام عليكم
حائر في دنيا الله
ردحذفجزاكم الله خيرا :) وإنما التوفيق من الله والحمد لله
معلومات قيّمة, وعرض جميل.. ممتع
ردحذفجزاك الله خيرًا
في انتظار تدويناتك
:)
جزانا وإياكم :)
ردحذفوالجديد نزل بالفعل :)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفجزاك الله كل خير مها
نفعلك بعلمك ونفع الكثير منه
جعل الله القرآن ربيع قلبك وذهاب همك ورضى عنك ربك
دعواتى لكى بالصحة والعافية