2009/06/11

فضفضة عن المشي والبحر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر برغبة في كتابة أي شيء ..

فضفضة لا تفصح عن شيء معين .. إنما تحرر الكلمات عند خروجها -أيا كانت هذه الكلمات- هموما ومشاعر وطاقات..



كذلك المشي يحررها .. لذا قررت أنه حان عودتي لممارسة رياضة المشي بجوار البحر بعد أن افتقدتها طوال الأشهر القليلة الماضية.

المشي (المشي السريع .. رياضة المشي أعني وليس "التمشي") .. رياضة رائعة .. فهي رياضة وقور تناسب الفتاة والفتى في الأماكن العامة .. كما أنها بسيطة لا تحتاج لحركات معقدة أو آلات ما أو مكان مجهز .. كل ما عليك هو أن ترتدي حذاء رياضيا مريحا وتنطلق.



دعوني أخبركم بسر عن هذه الرياضة .. إن لها رفيقا رائعا .. إنه يشجعها وهي تشجعه .. وهو استغلال الأذنين والعقل أثناءها.

من يعشقون هذه الرياضة يعلمون أنهم أثناء المشي يستطيعون أن يستغلوا وقتها في أشياء عدة .. إما بالسمر مع رفيق أو الاستماع لمواد صوتية أيا كانت أو تأمل معالم الممشى والطريق والناس.

إن هذا يشجعك على الاستمرار في المشي لمدة أطول .. كما أن المشي يدفعك دفعا لهذا التأمل أو التفكير أو الاستماع أو الحديث .. ألم أقل أنه يشجعها كما تشجعه !

إن المشي كفيل باطلاق طاقات تخزن في الجسم طوال اليوم أو الاسبوع .. وأحيانا يخيل لي أن سرعتي في المشي تعتمد على "نوع أفكاري" .. فإن كانت أفكاري هادئة كانت سرعتي منتظمة وكذلك أنفاسي .. إما إن كنت غاضبة أو حزينة أو ضيقة الصدر فإن سرعتي تتضاعف مع سرعة توارد أفكاري وحديثي مع نفسي ..

وصحيح أن المشي يطلق تلك الطاقات .. لكن المشي بجوار البحر له مكانته الخاصة ، وبالنظر إلى أنني لا "أتمشى" إنما أمارس رياضة فإنني أختلس النظر إلى البحر الساحر من حين لآخر أثناء المشي .. فلا أنا أستطيع أن أسرح فيه ولا أنا أستطيع إبقاء عيني على الطريق دون النظر إليه.

ولا يزال البحر الساحر يغمز لي بأمواجه فابتسم وأناجيه معاتبة : ولكن لا وقت للجلوس إنها الرياضة .. حتى يغلبني سحره أو تعبي فأجلس إليه .. وتهدأ أفكاري .. وأنفصل عن عالمنا.



أنا والبحر .. همستان في ثغر اللحظات ..

لا أذكر إلا لونه أمامي .. لا أسمع ولا أرى إلاه ..

وما هي إلا ثوان ويحملني عظم هذا المخلوق إلى تذكر الخالق .. الله الواحد الأحد.

إن البحر يذكرني بالخلود أوالزمن إن شئنا الدقة .. وبصغر حجمي مقارنة بحجمه الذي يغطي معظم مساحة كوكبنا الأرض ، ويذكرني بالله .. الله الذي خلق هذا المخلوق وما بداخله وخالقنا وخالق كل شيء.

هذا المخلوق الميت الحي .. يبدو ساكنا لا حياة ظاهرة عليه .. إنما باطنه حي أيما حياة.

هذه المياة تحمل الحياة كل الحياة .. والموت كل الموت .. فلا حياة بدون ماء .. ولا غرق دون ماء.

كم من مشاعر يثيرها البحر في نفسي .. إنه يتحدث إلى العقل والقلب معا .. يمتلكما في لحظات ..

وحين "تغرق" عيني في بديع صنع الله فيه .. "يحيا" قلبي وعقلي أحلى حياة.





التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

هناك 7 تعليقات:

  1. (التمشى )وليس المشى:)
    رياضة احبها وامارسها
    كلما استطعت الى ذلك سبيلا
    تحررنى وتطلق شحنات من غضبى
    والمى واحباطاتى كما وانها
    تمدنى بلمحات كثيرة من حياتنا
    الواقعية تعيننى على السير فى
    حياتى الواقعية والخيالية ايضاً
    اما البحر فمن منا لا يحبه!
    من منا لا يحب ولو حتى مجرد
    النظر اليه والجلوس
    بقربه وسماع صوته:)

    ردحذف
  2. عليكم السلام

    الممتع فيه أنه يمكن ممارسته في أي وقت وأي مكان..

    يوميا أمشي ما يقرب من 3 إلى 4 كيلو..
    وبالفعل تختلف طريقة مشيي حسب حالتي النفسية..

    ولكن في كل الحالات.. فالمشي يذهب كثيرا من انفعالاتي النفسية السلبية.. ويساعدني في أحيان كثيرة على التفكير الإيجابي.

    كلماتك عن البحر رائعة فعلا.. ولكن هل فعلا البحر "ميت حي" ؟ فإني أرى فيه كل الحياة.

    أعجبتني التدوينة بصدق.. رائعة ما شاء الله.. لو كتبتها لنفسي ما خرجت أفضل من هذه.

    كما أن فيها بعض العبارت أشعر بأني أنا كاتبها.. ولكني لم أكتبها فعلا.

    أعانك الله وأكرمك..

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشاء الله على روعة الابداع والتأمل وربط ما نمر به فى حياتنا ومواقفنا ما مع الايمان القوى فى قلوبنا

    رائع كلماتك ... انا والبحر

    زالاروع عندما نرى أنفنسا بجواره ونرى كيف كان أبداع الخالق

    دام قلمك قادراً على صياغة موقف يمر به الكثير دون أن يتوقف عنده .. لكن أصحاب القلوب النابضة .. دوماً التامل حاضر فى عقولهم وتصيغه لنا كلماتهم

    وفقك الله ويسر امورك وكتب لكى الخير

    دعواتى لكى بالصحة والعافية

    ردحذف
  4. أخونا أنا مش معاهم ..

    ماشي :) إن شاء الله نطل على التدوينة

    نورا :

    جميل تعليقك :) .. منورة دايما

    أخونا وضاح

    نعم صحيح هذه ميزة أخرى .. المشي فجرا أو قبل الغروب أو تحت الأمطار أو في البرد الشديد :D .. الحالة الوحيدة المتعبة هي المشي في الحر الشديد .. عذاب مقيم أجارنا الله وإياكم :D

    ميت حي .. علميا هو الميت الحي فعلا .. فلا تنطبق عليه شروط الكائن الحي : يتحرك يأكل يشرب يتنفس يتكاثر ... الخ .. وفي نفس الوقت .. هل من حياة دون ماء ؟؟

    هو يبدو ظاهريا مساحة مائية لا حياة فيها اللهم إلا ما تثيره الرياح على سطحه من أمواج .. لكن مادته ذاتها مادة حياة : {وجعلنا من الماء كل شيء حي} وفي باطنه تحيا آلاف المخلوقات التي علمنا عنها وما لم نعلم .. عالم آخر خفي ..

    هذا كلام العقل والعلم .. فإن نظرنا له نظرة خيالية عاطفية إنسانية .. فهو يحكي بلا فم آلاف الحكايا والحكم .. فقط يريد من يعرف كيف يسمعه ويقرأ صفحاته

    أحمد الله أن التدوينة حازت على الإعجاب :)

    أخونا أحمد المصري

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أشكرك على كلماتك :) أظنني لن أزيد هنا على ما قلته في التعليق السابق لأخونا وضاح

    ردحذف
  5. حتى وإن قالوا أنه ميت حي, فهذا بمقاييس الحياة لديهم..

    ولكن.. هو حي..

    يغار على دين الله فيثور على الظلم أو المعصية..

    يحمل الخير إلى الناس ..

    يدخل الفرح والسرور على قلوب الناظرين إليه..

    يطهر الناس بالوضوء..

    هو أساس الحياة..


    أخبرك أمرا.. "رأيي نابع من كرهي أن يقال عنه ميت, وفيه هذه الصفات.. وأنا حي أفتقد الكثير منها.." أمر نفسي فقط :)

    ردحذف
  6. وجهة نظر جميلة أخونا وضاح :)

    ردحذف
  7. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فى البداية أحب أبدى شديد إعجابى بالتدوينة لان فعلا رياضة المشى ليها أكثر من فائدة منها ما تفضلت الاخت مها وذكرته وأحب أضيف أن أثناء المشى بيكون فى مجال كبير للتأمل والمقصود هنا التأمل التعبدى .. بمعنى التامل فى نعم الله وحين النظر للماريين ان الله سبحانه وتعالى يعلم كل صغيرة وكبيرة ظاهره وباطنه عن خلقه " سبحانه " وعلميا ان الرياضة عموما تساعد على تحسين المزاج والفائدة الصحية بشكل عام .... أخيرا حتى لا أطيل أوصيكم ونفسى بالاستغفار فى كل حين واثناء المشى كمان(; ... قال تعالى "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً" السلام عليكم

    ردحذف

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي