بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"ما يحسد المال إلا صحابه" هكذا حدثت نفسي عندما فارقت أميرة مؤكدة عليها أن تكف عن البكاء
وأميرة طالبة مهذبة مجتهدة وأحبها كثيرا .. ولديها صديقتين مهذبتين متفوقتين أيضا في نفس الفصل (دينا ودانة) وثلاثتهم يثلجون صدري وسط جحيم الانحدار الرهيب في المستوى الدراسي والأخلاقي لطالبات الدفعات الحالية! ما رأيته وسمعته عن مستوى الطالبات خلال الشهور الثلاث الماضية يشيب له الولدان فعلا.
لذا وعند صعودي للحافلة التي تقلني من المدرسة إلى البيت نظرت من نافذتها إلى سور المدرسة حيث تقف طالباتي المفضلات وأشرت لزميلتي في الباص بأنهن من أفضل طالباتي وأحبهن إلى قلبي وأدمثهن أخلاقا وأكثرهن تفوقا.
في اليوم التالي مباشرة وأثناء توجهي لصلاة الظهر قبل الدقائق الأخيرة من بدء حصتي وجدت أميرة أمامي ووجهها منزعج بشدة (وعلى وشك البكاء) وتستأذنني في أن تنفرد في عمل مشروع مادة الحاسوب وتترك المجموعة (المكونة منها ومن صديقتيها المتفوقتين دينا ودانة) فسألتها :
- ليه بس ايه اللى حصل ؟
فبدأت في البكاء وبحرقة أخبرتني :
- أنا عماله بقولهم تعالوا نخلص المشروع وهم قاعدين بيلعبوا وبيقولولي كمليه انتي.
فتأثرت لرؤيتها تبكي وبحرصها على إتمام المشروع (آه لو ترون استهتار باقي الطالبات واستهانتهم لفهمتم أكثر سبب تأثري) فقلت لها مهدئة وبقلة تركيز المستعجل :
- طيب خلاص مش مشكلة لو إنت شايفة إنك مظلومة وهم مخليين الشغل كله عليك اعملي المشروع لوحدك.
فهدأت وانصرفت وطرت أنا للصلاة فالحصة.
وأثناء عودتي في الحافلة إلى البيت .. أخذت أفكر .. مشروع الحاسوب يهدف إلى نقطتين أساسيتين .. تنمية مهارات الطالبات في برامج الحاسوب .. وتدريبهم على العمل الجماعي .. والنقطتين في غاية الأهمية إنما بالنسبة لي الاعتياد على العمل الجماعي والخروج منه بسلوك أفضل في التعاون وتنسيق الجهد والتغلب على "مشاكل الجماعة واختلافاتها" هو الهدف الذهبي من المشروع .. لذا قررت أن لا أقبل المشروع إلا من ثلاثتهم معا.
وبالفعل في اليوم التالي (وهو اليوم .... 5 مايو 2010) جاءني الثلاثة (دينا ودانة) ثم أميرة على حدة وإن كان مجيئهم في الوقت نفسه .. فحدثتهم (أنا وزميلتي في القسم التي هي أيضا معلمتهم السابقة) بما فتح الله علينا أن نحدثهم عن أهمية العمل الجماعي وأن الاختلافات طبيعية جدا وأن الهدف من المشروع هو تعويدهم على تخطي هذه الخلافات والتعامل معها حتى يتم إنجاز العمل بشكل صحيح .. وتعاتبوا أمامي إلى أن صفت النفوس وبعدما مازحناهم انصرفوا "سمن على عسل" من جديد وقدموا لي في آخر اليوم مشروعهم بأداء جيد للغاية .. الحمد لله .. أرجو أن يثمر ذلك معهم في مستقبلهم ولا يتوقف ذلك على هذا المشروع فحسب.
ربما كان هذا الموقف من المواقف القليلة والنادرة والشحيحة التي أثلجت صدري خلال الشهور الماضية من التحاقي بهذه الوظيفة الشنيعة وظيفة (معلمة)
* ملحوظة قبل أن تعترضوا على وصف وظيفة المعلم بالشنيعة : التدريس والتعليم في حد ذاته رائع .. وياله من شرف لمن يستحق أن يحمل لقب معلم .. لكني أتحدث عن "الوظيفة بشكلها الحالي وبظروفها الحالية" .. الله المستعااان
"ما يحسد المال إلا صحابه" هكذا حدثت نفسي عندما فارقت أميرة مؤكدة عليها أن تكف عن البكاء
وأميرة طالبة مهذبة مجتهدة وأحبها كثيرا .. ولديها صديقتين مهذبتين متفوقتين أيضا في نفس الفصل (دينا ودانة) وثلاثتهم يثلجون صدري وسط جحيم الانحدار الرهيب في المستوى الدراسي والأخلاقي لطالبات الدفعات الحالية! ما رأيته وسمعته عن مستوى الطالبات خلال الشهور الثلاث الماضية يشيب له الولدان فعلا.
لذا وعند صعودي للحافلة التي تقلني من المدرسة إلى البيت نظرت من نافذتها إلى سور المدرسة حيث تقف طالباتي المفضلات وأشرت لزميلتي في الباص بأنهن من أفضل طالباتي وأحبهن إلى قلبي وأدمثهن أخلاقا وأكثرهن تفوقا.
في اليوم التالي مباشرة وأثناء توجهي لصلاة الظهر قبل الدقائق الأخيرة من بدء حصتي وجدت أميرة أمامي ووجهها منزعج بشدة (وعلى وشك البكاء) وتستأذنني في أن تنفرد في عمل مشروع مادة الحاسوب وتترك المجموعة (المكونة منها ومن صديقتيها المتفوقتين دينا ودانة) فسألتها :
- ليه بس ايه اللى حصل ؟
فبدأت في البكاء وبحرقة أخبرتني :
- أنا عماله بقولهم تعالوا نخلص المشروع وهم قاعدين بيلعبوا وبيقولولي كمليه انتي.
فتأثرت لرؤيتها تبكي وبحرصها على إتمام المشروع (آه لو ترون استهتار باقي الطالبات واستهانتهم لفهمتم أكثر سبب تأثري) فقلت لها مهدئة وبقلة تركيز المستعجل :
- طيب خلاص مش مشكلة لو إنت شايفة إنك مظلومة وهم مخليين الشغل كله عليك اعملي المشروع لوحدك.
فهدأت وانصرفت وطرت أنا للصلاة فالحصة.
وأثناء عودتي في الحافلة إلى البيت .. أخذت أفكر .. مشروع الحاسوب يهدف إلى نقطتين أساسيتين .. تنمية مهارات الطالبات في برامج الحاسوب .. وتدريبهم على العمل الجماعي .. والنقطتين في غاية الأهمية إنما بالنسبة لي الاعتياد على العمل الجماعي والخروج منه بسلوك أفضل في التعاون وتنسيق الجهد والتغلب على "مشاكل الجماعة واختلافاتها" هو الهدف الذهبي من المشروع .. لذا قررت أن لا أقبل المشروع إلا من ثلاثتهم معا.
وبالفعل في اليوم التالي (وهو اليوم .... 5 مايو 2010) جاءني الثلاثة (دينا ودانة) ثم أميرة على حدة وإن كان مجيئهم في الوقت نفسه .. فحدثتهم (أنا وزميلتي في القسم التي هي أيضا معلمتهم السابقة) بما فتح الله علينا أن نحدثهم عن أهمية العمل الجماعي وأن الاختلافات طبيعية جدا وأن الهدف من المشروع هو تعويدهم على تخطي هذه الخلافات والتعامل معها حتى يتم إنجاز العمل بشكل صحيح .. وتعاتبوا أمامي إلى أن صفت النفوس وبعدما مازحناهم انصرفوا "سمن على عسل" من جديد وقدموا لي في آخر اليوم مشروعهم بأداء جيد للغاية .. الحمد لله .. أرجو أن يثمر ذلك معهم في مستقبلهم ولا يتوقف ذلك على هذا المشروع فحسب.
ربما كان هذا الموقف من المواقف القليلة والنادرة والشحيحة التي أثلجت صدري خلال الشهور الماضية من التحاقي بهذه الوظيفة الشنيعة وظيفة (معلمة)
* ملحوظة قبل أن تعترضوا على وصف وظيفة المعلم بالشنيعة : التدريس والتعليم في حد ذاته رائع .. وياله من شرف لمن يستحق أن يحمل لقب معلم .. لكني أتحدث عن "الوظيفة بشكلها الحالي وبظروفها الحالية" .. الله المستعااان
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله
بوركتِ وإن شاء الله تكوني مثل وقدوة طيبة لتلميذاتك
ردحذفتصرف جيد, جميل أن فكرت في الأمر وتراجعت عن رأيك الأول..
ردحذفأحمد شريف
ردحذفشكرا لك
محمد إمام
وعندما فكرت أكثر وجدت أن خطئي جاء بمصلحة سبحان الله .. فعندما سمحت لها في البداية جعلها ذلك تهدأ وتفكر في الأمر جيدا فأنا أظن إنت كنت أجبرتها يومها على أن تظل في المشروع معهم وهي بهذا الضيق لترك ذلك شيئا في نفسها .. فسبحان الله !