بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل التدوين اليومي فهو يعصر الأفكار عصرا .. ويجعلني أعيد التفكير في أحداث يومي، لكنه مرهق وخاصة إن لم يتوفر الاقبال النفسي على الكتابة !
ذات مرة جادلت صديقتي على تفسير الآية :
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر (28)
كنا نتحدث عن تأثير العلم (العلوم الدنيوية بالتحديد) على إيمان الإنسان فذكرت لي الآية فقلت لها إن الآية تتحدث عن العلم بالله وليس العلوم الدنيوية ! فاستنكرت تخصيصي للمعنى العلم في الآية على على العلم الشرعي فقط !
-- دون أن أقرأ التفسير يا عزيزتي ودون إفتاء الأمر واضح بقليل من التفكير .. كم من العلماء في مختلف العلوم الدنيوية من بلغ مكانة علمية مرموقة وهو ملحد أو مشرك ! وإن آمن بوجود الله فلا يعنى ذلك بالضرورة أنه يخشاه كما في الآية !
لكن لا أحد ممن أنعم الله عليهم بالعلم بالله عز وجل حق العلم (مثل الملائكة والرسل والصالحين مما نعلم ولا نعلم) لم يخش الله بعد هذا العلم.
لا أنفي أن العلوم الدنيوية تزيد القلب المؤمن إيمانا وقد تقود القلب الضال إلى الإيمان بإذن الله لكن الآية لا تتحدث عن العلم الدنيوي بل العلم بالله وبقدرته وعظمته سبحانه وتعالى.
بل أن العلم بالله يستوجب العلم بمخلوقاته وآثار عظمته عز وجل في هذا الخلق .. إذن العلم بالله مرتبط بالعلم الدنيوي بشكل ما .. والعلوم الدنيوية نفسها مرتبطة ببعضها البعض !
يقال : اعرف شيء عن كل شيء .. واعرف كل شيء عن شيء .. شيء عن كل شيء هي الثقافة العامة .. وكل شيء عن شيء هو التخصص .. لا متخصص بحق إلا إن دعّمت تخصصه ثقافة وعلوم أخرى ..
في صغري كنت أقرأ في دائرة معارف مجلة ماجد عن العلماء المسلمين مثل الخوارزمي والبيروني والجاحظ والقزويني وابن سينا وغيرهم الكثير .. كل عالم من هؤلاء اشتهر بمجال تخصص معين .. فأبدأ القراءة فقط لأندهش من أن ابن سينا قد اشتهر بجانب الطب في الفلسفة وألف في الرياضيات وبرع في اللغة .. وأن الخوارزمي كان عالم فلك وجغرافيا وأن الجاحظ كان : "نسيج وَحْدِهِ في جميع العلوم؛ علم الكلام، والأخبار، والفتيا، والعربيَّة، وتأويل القرآن، وأيَّام العرب، مع ما فيه من الفصاحة."
ربما تحدثت في هذه النقطة (ارتباط العلوم ببعضها) لأني سمعت رأيا أخالفه هو عدم جدوى دراسة ما لا يحبه أوما لا يستفيد منه الإنسان من علوم في حياته ! لذا أؤكد .. دراسة العلوم المتنوعة أمر ضروري قبل وبعد التخصص .. ورحم الله من قال :
يا من خرجتهم المدارس كما أخرجت جناها المغارس
لو علمتم أن في الشهادة الابتداء وأنها من العلم الألف باء
لما جعلتموها خاتمة الاستفادة ولطلبتم العلم من الشهادة إلى الشهادة
جميل التدوين اليومي فهو يعصر الأفكار عصرا .. ويجعلني أعيد التفكير في أحداث يومي، لكنه مرهق وخاصة إن لم يتوفر الاقبال النفسي على الكتابة !
ذات مرة جادلت صديقتي على تفسير الآية :
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر (28)
كنا نتحدث عن تأثير العلم (العلوم الدنيوية بالتحديد) على إيمان الإنسان فذكرت لي الآية فقلت لها إن الآية تتحدث عن العلم بالله وليس العلوم الدنيوية ! فاستنكرت تخصيصي للمعنى العلم في الآية على على العلم الشرعي فقط !
-- دون أن أقرأ التفسير يا عزيزتي ودون إفتاء الأمر واضح بقليل من التفكير .. كم من العلماء في مختلف العلوم الدنيوية من بلغ مكانة علمية مرموقة وهو ملحد أو مشرك ! وإن آمن بوجود الله فلا يعنى ذلك بالضرورة أنه يخشاه كما في الآية !
لكن لا أحد ممن أنعم الله عليهم بالعلم بالله عز وجل حق العلم (مثل الملائكة والرسل والصالحين مما نعلم ولا نعلم) لم يخش الله بعد هذا العلم.
لا أنفي أن العلوم الدنيوية تزيد القلب المؤمن إيمانا وقد تقود القلب الضال إلى الإيمان بإذن الله لكن الآية لا تتحدث عن العلم الدنيوي بل العلم بالله وبقدرته وعظمته سبحانه وتعالى.
بل أن العلم بالله يستوجب العلم بمخلوقاته وآثار عظمته عز وجل في هذا الخلق .. إذن العلم بالله مرتبط بالعلم الدنيوي بشكل ما .. والعلوم الدنيوية نفسها مرتبطة ببعضها البعض !
يقال : اعرف شيء عن كل شيء .. واعرف كل شيء عن شيء .. شيء عن كل شيء هي الثقافة العامة .. وكل شيء عن شيء هو التخصص .. لا متخصص بحق إلا إن دعّمت تخصصه ثقافة وعلوم أخرى ..
في صغري كنت أقرأ في دائرة معارف مجلة ماجد عن العلماء المسلمين مثل الخوارزمي والبيروني والجاحظ والقزويني وابن سينا وغيرهم الكثير .. كل عالم من هؤلاء اشتهر بمجال تخصص معين .. فأبدأ القراءة فقط لأندهش من أن ابن سينا قد اشتهر بجانب الطب في الفلسفة وألف في الرياضيات وبرع في اللغة .. وأن الخوارزمي كان عالم فلك وجغرافيا وأن الجاحظ كان : "نسيج وَحْدِهِ في جميع العلوم؛ علم الكلام، والأخبار، والفتيا، والعربيَّة، وتأويل القرآن، وأيَّام العرب، مع ما فيه من الفصاحة."
ربما تحدثت في هذه النقطة (ارتباط العلوم ببعضها) لأني سمعت رأيا أخالفه هو عدم جدوى دراسة ما لا يحبه أوما لا يستفيد منه الإنسان من علوم في حياته ! لذا أؤكد .. دراسة العلوم المتنوعة أمر ضروري قبل وبعد التخصص .. ورحم الله من قال :
يا من خرجتهم المدارس كما أخرجت جناها المغارس
لو علمتم أن في الشهادة الابتداء وأنها من العلم الألف باء
لما جعلتموها خاتمة الاستفادة ولطلبتم العلم من الشهادة إلى الشهادة
(أعتذر عن سوء ترابط تسلسل أفكار التدوينة لقلة تركيزي)
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردحذفحقيقة الأمر أن المسلمين الأوائل قد تقدموا فشتى المجالات .. لأن العالم المسلم العربي كان يبرع في الطب والفلسفة والفقه والنحو .. ولم يحبس نفسه في علم واحد كما نفعل الآن وبناء على الشهادة فقط .. فلذلك إنجاز المسلمين أصبح في تراجع مستمر.
كل العلوم سواء الحياتية او العلمية يجب ان تصل بالانسان إلى فكر واحد وحيد وهو وجود اله واحد ليس كمثله شيء.
ردحذفمن لم يصل بفكره إلى هذه الحقيقة الثابته الراسخة فهو لم يستفد بعلمه او يرفض ما هو واضح امامه.
لذلك اظن ان العلم ف الاية هو العلم الحقيقي.. الذي يجرد صاحبه من قناعاته السابقة وارتباطه بديانه وفكر ابائه واجداده.. فاي علم تجرد من الفكر الشخصي سيصل بصاحبه - لا شك في ذلك - الى هذه الحقيقة التي غفل (غفل) عنها الكثير ممن يدعون العلم.
أذكر أني علقت على هذه التدوينة قبلا, لكن عندما عدت لما أجد إلا التقييم..
ردحذفأظن أن الشيخ أبو الحسن الندوي تعرض لهذه النقطة بشكل خاص في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟"..
وله رأي فيه على ما أذكر..
دندنة
ردحذفشكرا لك
سلمى
كلامك منطقي تماما وصحيح :) ربنا يحفظك لنا "أي كيوهك" :D
محمد إمام
لا أذكر أني قرأت هذا الجزء ! ربما ليس بعد لأني لم أكمل الكتاب :)