2009/06/17

والدي العزيز .. أمي الغالية


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الغزاليّ رحمه الله تعالى:

"إن الطفل أمانة عند والديه ،

وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة ، خالية من كل نقش وصورة ،
وهو قابل لكل ما ينقش فيه ، ومائل إلى كل ما يمال به إليه ،

فإن عوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ،
وشاركه في ثوابه أبواه ، وكل معلم له ومؤدب

وإن عوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك ،
وكان الوزر في رقبة مربيه ، والقيّم عليه .." .

((- "اغمض عينيك واتبعنى"
-- "هل سألت نفسك يوماً..كيف سأبصر بعد أن تتركنى؟!"))

-"أنت لا تعرف لأنك بدون خبرة .. اتركني أنا أتولى الأمر"
--"لكن إن سرنا بهذا المنطق .. فمتى أكتسب "خبرتي" .. أليست "خبرتي" تتكون "بمواجهتي" للمواقف .. إلى متى سأظل مجرد مشاهد ؟!"

-"مازلت صغيرا"
--"ولكي أكبر أحتاج إلى إيمانك بأني كبرت"

-"أخاف عليك"
--"ولهذا عليك أن تتركني أصارع في وجودك قبل غيابك"

-"ستخطئ وستتعثر"
--"ومنهما سأتعلم"

-"لا أفهمك"
--"إذن أصغ إلي وحاول أن تتقبلني"

-"شباب هذه الأيام .. يال الجيل الجديد!"
--"الهوة بين جيلكم وجيلنا بيدكم أنتم إيها الآباء إنهاؤها .. فيدنا بيدكم سنأخذكم معنا للمستقبل ..وليس أن نعود معكم للماضي .. مادامت قيمنا ثابتة وديننا محفوظ فكل شيء بعدهما قابل للتطور"

-"أفكارك خاطئة"
--"الحقيقة أنني لست نسخة منك ولا من أي أحد .. ولن تعجبك جميع خياراتي دوما ولا طريقة تفكيري وخط سيري في الحياة .. هكذا أنا وهكذا كل إنسان .. متفرد بنفسه .. فلا "تغيرني" بل "وجهني" واترك لي القرار"

-"لا فائدة منك .. أنت متمرد .. أنت عنيد "
--"على رغم تمردي إلا أنني مازلت أتأثر بكلماتك ورأيك في .. لا تحبطني .. احتويني وشجعني ووجهني .. واترك لي حريتي .. صدقني فإنك أطلقتني "برعاية من بعيد" عدت لك باحترام وتعلق أشد "

-"ابتعد .. اخرج من هنا الآن"
--"إن لم تستطع جذبي .. فهناك بالخارج آلاف الجهات التي ستجذبني .. سواء الجيد منها أم السيء .. وفي الحالتين ستخسرني وأخسرك"


--"إنني أمانة من الله .. لست ملكا خاصة"

--"لا تكن قائدي بل كن قدوتي"

-- "خبرتك لا تعني إلغاء حقي في الاختيار"

--"أحسن تربيتي ثم ثق في .. من هنا ينبع إحساسي بالمسؤولية"

-- "الإجبار لن يفيدني .. ما الإنسان دون اختيار!!"


((لحظة إنصاف
أبناؤنا..كم نحن مقصرون فى حقكم..ولا تشتكون !!
وعندما تقصرون أنتم فى حقوقنا..نضج بالشكوى..))

-----------------------------

ملحوظة : الكلام ما بين الأقواس هي اقتباسات من كتاب “ونشتاق للبوح أحيانًا” وهي التي أوحت لي بهذه التدوينة ..

شيء آخر .. عندما تحدثت عن الاختلاف لا أتحدث عنه مطلقا إنما في الخير .. يعني كلا الأمرين خير إنما وجهات نظر .. فليس من المعقول مثلا أن يشط الابن في الدين أو القيم الثابتة المطلقة ونقول أن له حق الإختيار !!

وهذه التدوينة لم ليكن لها داع لو أن التربية كانت واعية إسلامية من الأبوين منذ البداية ..

ذلك أن الوعي بأن التربية عملية منظمة وليست عشوائية .. والعلم بأهميتها الشديدة هو الأساس الصحيح الذي تقوم عليه التربية الصحيحة عند الأبوين.

وأنه مع تنشئة الأبناء على نظام التربية فإن هناك نظام تربية آخر يسير بتواز مع تربية الأبناء وهي تربية النفس وتطويرها للأفضل باستمرار.

والتربية الإسلامية ولله الحمد والمنة والفضل من أفضل أساليب التربية .. وفي نظري لا بأس بمزجها مع أساليب تربوية حديثة لا تعارض التربية الإسلامية أو الإسلام.





متعلقات :

مئة نصيحة في التربية الناجحة -ركن الأخوات في موقع طريق الإسلام



التربية الذاتية - درس صوتي للشيخ محمد الدويش










التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

2009/06/11

فضفضة عن المشي والبحر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر برغبة في كتابة أي شيء ..

فضفضة لا تفصح عن شيء معين .. إنما تحرر الكلمات عند خروجها -أيا كانت هذه الكلمات- هموما ومشاعر وطاقات..



كذلك المشي يحررها .. لذا قررت أنه حان عودتي لممارسة رياضة المشي بجوار البحر بعد أن افتقدتها طوال الأشهر القليلة الماضية.

المشي (المشي السريع .. رياضة المشي أعني وليس "التمشي") .. رياضة رائعة .. فهي رياضة وقور تناسب الفتاة والفتى في الأماكن العامة .. كما أنها بسيطة لا تحتاج لحركات معقدة أو آلات ما أو مكان مجهز .. كل ما عليك هو أن ترتدي حذاء رياضيا مريحا وتنطلق.



دعوني أخبركم بسر عن هذه الرياضة .. إن لها رفيقا رائعا .. إنه يشجعها وهي تشجعه .. وهو استغلال الأذنين والعقل أثناءها.

من يعشقون هذه الرياضة يعلمون أنهم أثناء المشي يستطيعون أن يستغلوا وقتها في أشياء عدة .. إما بالسمر مع رفيق أو الاستماع لمواد صوتية أيا كانت أو تأمل معالم الممشى والطريق والناس.

إن هذا يشجعك على الاستمرار في المشي لمدة أطول .. كما أن المشي يدفعك دفعا لهذا التأمل أو التفكير أو الاستماع أو الحديث .. ألم أقل أنه يشجعها كما تشجعه !

إن المشي كفيل باطلاق طاقات تخزن في الجسم طوال اليوم أو الاسبوع .. وأحيانا يخيل لي أن سرعتي في المشي تعتمد على "نوع أفكاري" .. فإن كانت أفكاري هادئة كانت سرعتي منتظمة وكذلك أنفاسي .. إما إن كنت غاضبة أو حزينة أو ضيقة الصدر فإن سرعتي تتضاعف مع سرعة توارد أفكاري وحديثي مع نفسي ..

وصحيح أن المشي يطلق تلك الطاقات .. لكن المشي بجوار البحر له مكانته الخاصة ، وبالنظر إلى أنني لا "أتمشى" إنما أمارس رياضة فإنني أختلس النظر إلى البحر الساحر من حين لآخر أثناء المشي .. فلا أنا أستطيع أن أسرح فيه ولا أنا أستطيع إبقاء عيني على الطريق دون النظر إليه.

ولا يزال البحر الساحر يغمز لي بأمواجه فابتسم وأناجيه معاتبة : ولكن لا وقت للجلوس إنها الرياضة .. حتى يغلبني سحره أو تعبي فأجلس إليه .. وتهدأ أفكاري .. وأنفصل عن عالمنا.



أنا والبحر .. همستان في ثغر اللحظات ..

لا أذكر إلا لونه أمامي .. لا أسمع ولا أرى إلاه ..

وما هي إلا ثوان ويحملني عظم هذا المخلوق إلى تذكر الخالق .. الله الواحد الأحد.

إن البحر يذكرني بالخلود أوالزمن إن شئنا الدقة .. وبصغر حجمي مقارنة بحجمه الذي يغطي معظم مساحة كوكبنا الأرض ، ويذكرني بالله .. الله الذي خلق هذا المخلوق وما بداخله وخالقنا وخالق كل شيء.

هذا المخلوق الميت الحي .. يبدو ساكنا لا حياة ظاهرة عليه .. إنما باطنه حي أيما حياة.

هذه المياة تحمل الحياة كل الحياة .. والموت كل الموت .. فلا حياة بدون ماء .. ولا غرق دون ماء.

كم من مشاعر يثيرها البحر في نفسي .. إنه يتحدث إلى العقل والقلب معا .. يمتلكما في لحظات ..

وحين "تغرق" عيني في بديع صنع الله فيه .. "يحيا" قلبي وعقلي أحلى حياة.





التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

2009/06/06

المحكم والمتشابه في القرآن


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألم يقف أحدكم يوما عند هذه الآية ولم يفهم معناها :

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [آل عمران : 7]

قد توقفت عندها مرات عديدة ولحداثة سني وقتها وقلة علمي كنت أقول في نفسي : ولكنني أتساءل كثيرا عن معنى تلك الآيات المتشابهة (المتكررة) في القرآن ولماذا تكررت والغرض من تكرارها .. فهل ينطبق علي أنني أتبع ما تشابه منه ابتغاء تأويله ؟

ثم أقول : سأنتهي من القراءة إن شاء الله ثم أبحث عن معنى الآية وتفسيرها .. وكالعادة لا أفعل !

ثم الحمد لله تعرضنا لهذا الموضوع بالذات في مادة علوم القرآن التي أدرسها في دار القرآن .. درس بعنوان : المحكم والمتشابه

فما هو المحكم وما هو المتشابه يا معلمتي ؟

المحكم : من الإحكام أي الاتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه

{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود : 1]

والمتشابه : ليس المكرر كما كنت أظن .. إنما أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة

{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ } [الزمر : 23]

فالقرآن كله محكم وكله متشابه

لكن آية آل عمران تقول

{
مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}

هنا يعني الإحكام : أن يكون معنى الآية واضحا جليا لا خفاء فيه ، أما المتشابه : أن يكون معنى الآية مشتبها أي خفيا بحيث يتوهم الواهم مالايليق بالله تعالى أو كتابه أو رسوله ، ويفهم منه العالم الراسخ في العلم خلاف ذلك.

طيب يا معلمة أنا لا أفهم إلا بالأمثلة !

حسنا .. مثال في آية : {إنا نحن نزلنا الذكر}

في كلمة نحن .. معروف عند العرب في الحديث أنه تستعمل صيغة الجمع للتعظيم .. فالله سبحانه وتعالى يعظم نفسه بهذه الصيغة .. أما الجاهل أو المنافق أو الملحد وغيرهم فيتبع هذه الآية ويقول أن الصيغة للجمع وأنهم آلهة وليس إله واحد

والرد يكون بآية أخرى من القرآن الكريم (آية محكمة واضحة وجلية) : {وإلهكم إله واحد} و {قل هو الله أحد}

مثال آخر : {إن الله يغفر الذنوب جميعا}

كلمة جميعا .. هل لمن تاب ولمن لم يتب ؟

الرد بآية محكمة : {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}

والأمثلة بعد ذلك كثيرة :)

***

الحمد لله أن يسر لنا هذا العلم .. نفعنا الله به وإياكم .. وجعله حجة لنا لا علينا اللهم آمين

استعنت بكتابي الدراسي لمادة علوم القرآن وهو بعنوان : الوجيز في علوم الكتاب العزيز لد. مشعل الحداري




التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

2009/06/01

تدوين تحت الأضواء


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

تحت الأضواء مدونة
مشروع التوافق الإلكتروني رابطتي " هويتي إسلامية ** مدونون من أجل فلسطين " تحت شعار معا نصنع الفارق ..

وقد تشرفت بتلقي دعوة منها من خلال تدوينة بعنوان : فتات من كلام .. أسس ليست بالسهلة .. للإجابة عن بعض الأسئلة حول التدوين

1: ما هي أسس التدوين الهادف من وجهة نظرك؟

النية أهمها على الإطلاق .. ثم تجديد النية و استحضارها باستمرار

فما العمل دون نية أو هدف !!

يتلوها الإخلاص والتقوى .. عند كتابة أي تدوينة .. الإخلاص الذي يدفعك لتقديم التدوينة بأحسن اسلوب وشكل حتى يقبل عليها القراء وبالتالي يستفيدون منها .. والتقوى والإحتراز مما تقدمه في التدوينة .. لأنها كلمة مسؤول عنها .. وتؤثر في غيرك ..

والحذر الحذر من الغرور والعجب

2: ما هو أكثر شيء ترفضينه في عالم التدوين؟

سوء الاستغلال .. التدوين فرصة وأداة مهمة .. وكما استعملت والحمد لله في الخير .. استعملت في الشر .. في نشر الإلحاد والأفكار الشاذة وحتى الأفكار التافهة والغث والتحرر من الحدود ولن أقول القيود .. فربما كانت القيود غالبا ظالمة أو مكروهه ولكن الحدود دوما مطلوبة !!

وأسوأ الذنوب هي التي لا يقتصر ضررها على المذنب فقط إنما يمتد للغير .. وهكذا التدوين إذا استخدم بسوء

3: ما هي نصيحتك لنا؟

سؤال استوقفني ..

سأقول لكم كما أنصح نفسي .. اسألوا الله الهداية والثبات وامضو على الطريق متوكلين على الله .. وفقكم الله





التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي