بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أمتع لحظات العمر أن تقرأ عن وفي اللغة العربية
الأيام الماضية ومضت لي قبسات من اللغة العربية في عدة مواقف .. فقلت أشارككم الومضات :)
في حصة التلاوة :
{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }
(146) آل عمران
عندما مررنا على كلمة ضعفوا كان وقع تشكيل الكلمة علي غريبا .. ضعفوا بضم العين والفا .. ننطقها عادة بفتح العين .. فيا ترى يا هل ترى هناك فرق بين الكلمتين أم أن إحداهما صحيحة والأخرى خطأ ؟
عدت للمنزل ومن خلال العزيز جوجل وجدت التالي :
الضَّعْفُ: في الرَّأيِ، وبالضم: في البَدَنِ.
معلومة جديدة .. بحثت في استخدامات الجذر "ضعف" فلم أجد ما أريد .. فتوجهت إلى موقع القرآن الكريم .. وبحثت في تفسير ابن كثير للآية لأجد
فَمَا وَهَنُوا بَعْد نَبِيّهمْ
وَمَا ضَعُفُوا عَنْ عَدُوّهُمْ
وَمَا اِسْتَكَانُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي الْجِهَاد عَنْ اللَّه وَعَنْ دِينهمْ
وَذَلِكَ الصَّبْر
لم أفهم بعد ..... تفسير الجلالين :
"فَمَا وَهَنُوا" جَبُنُوا
"وَمَا ضَعُفُوا" عَنْ الْجِهَاد
"وَمَا اسْتَكَانُوا" خَضَعُوا لِعَدُوِّهِمْ
الطبري :
{ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيل اللَّه }
فَمَا عَجَزُوا لِمَا نَالَهُمْ مِنْ أَلَم الْجِرَاح الَّذِي نَالَهُمْ فِي سَبِيل اللَّه , وَلَا لِقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ عَنْ حَرْب أَعْدَاء اللَّه , وَلَا نَكَلُوا عَنْ جِهَادهمْ .
{ وَمَا ضَعُفُوا }
يَقُول : وَمَا ضَعُفَتْ قُوَاهُمْ لِقَتْلِ نَبِيّهمْ .
{ وَمَا اِسْتَكَانُوا }
يَعْنِي : وَمَا ذَلُّوا فَيَتَخَشَّعُوا لِعَدُوِّهِمْ بِالدُّخُولِ فِي دِينهمْ , وَمُدَاهَنَتهمْ فِيهِ , خِيفَة مِنْهُمْ , وَلَكِنْ مَضَوْا قُدُمًا عَلَى بَصَائِرهمْ وَمِنْهَاج نَبِيّهمْ , صَبْرًا عَلَى أَمْر اللَّه وَأَمْر نَبِيّهمْ وَطَاعَة اللَّه , وَاتِّبَاعًا لِتَنْزِيلِهِ وَوَحْيه .
همم .. كذلك تفسير القرطبي لم يضف جديدا كما أنني لم أرتوِ بعد
فلنبحث عن معنى الوهن .. تعال يا عم جوجل .. ا لـ و هـ ن / هـ و .. Enter
يبدو أنني سأجد الإجابة في أول نتيجة بحث
في المقال : وجاء المعنى المقصود به الوهن هو الضعف ودعم التمسك (يقصدون عدم التماسك .. أين المراجعين قبل النشر ! .. تكاد الصفحة تفقد مصداقيتها لدي عندما أرى مثل هذه الأخطاء .. لولا أني أعرف الموقع)
واستعمل القرآن الكريم أيضاً الوهن بمعنى الضعف المعنوي
حسنا الآن فهمت المعلومة .. ما وهنوا وهنا معنويا فهو الجبن والعجز
وما ضعفوا ضعفا جسديا ، القوة المادية للقتال
وما استكانوا : الخضوع والذل
جميل جميل ..
معلومة هامة تابعة للموضوع :
{ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }، أي: يَسْتَمِيلُهُ هَواهُ.
(28) النساء
-------------------------------------------
في حلقة أخرى وأثناء التلاوة :
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }
(90) الانعام
إذا بإحدى صديقاتي في الحلقة تسأل عن الها في كلمة (اقتده)
سؤال وجيه .. ليست بالتأكيد من أصل الكلمة ولا هي ضمير ؟
هذه المرة بدأت البحث بسؤالي لصديقاتي معلمات اللغة العربية .. ومعلمة التجويد .. حتى وصلت للإجابة
هاء السكت : وهي الهاء الساكنة لبيان حركة الحرف في كل مبني متحرك .
كقوله تعالى ( فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ ) . الحاقة (19)
ومنه قول حسان بن ثابت :
إذا ما ترعرع فينا الغلام فما أن يقال له : من هوه
وتأتي في صيغة الندبة ، نحو : وامعتصماه ، واليلاه .
وأكثر ما تزاد هاء السكت بعد الفعل المحذوف الآخر جزماً .
نحو : لن يعطه ، ولم يرمه . أو وقفاً ، نحو : أعطه ، وارمه . (غريبة أليست هذه الها ها ضمير ؟)
كما تزاد بعد ما الاستفهامية المجرورة ، نحو : لمه ، وعمه ، وعلامه .
معلومات جديدة :D سبحان الله لم أفكر قبلا عن ماهية الها وأنا أقرأ الكلمات السابقة مرارا وتكرارا
بقي أن أشارككم ضحكة لغوية قرأتها في كتاب (تحت راية القرآن) لمصطفى صادق الرافعي رحمه الله
حكى العسكري في كتاب «التصحيف» أنه قيل لبعضهم: ما فعل أبوك بحمارِه؟
فقال: باعِهِ (بكسر العين والهاء).
فقال له: لم قلت «باعِهِ»؟
قال: فَلِمَ قلتَ أنت «بحمارِه»؟!
فقال: أنا جررته بالباء!
فقال: فلم تجر باؤك وبائي لا تجر؟
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله