بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذبحة قلبية رقم 1 :
كنت في رمضان أفطر عند أقاربي عندما سمعت إمرأة تغني بعد المغرب في التلفاز .. فقلبت شفتي في تحسر ،
فنظرت لي أختي وقالت لي بابتسامة ذات مغزى -وإن لم أفهمه في البدء- أنها : "دعاء" ،
فظننت أنها تخبرني باسم التي تغني فنظرت لها في لا مبالاة ..
ففهمت أختي أنني لم أفهم إلى ما ترمي إليه فعادت مرة أخرى تقول لي بابتسامة أوسع وقد راقها عدم فهمي للأمر -لأني لم أكن أنظر للتلفاز- : "هذا دعاء" ،
نظرت لشاشة التلفاز غير مصدقة .. نعم إنه "دعاء" .. "تغنيه" .. "إمرأة" .. على "الألحان والموسيقى" .. في "التلفاز" .. وفي "رمضان" .. أنعم وأكرم
((طب "صوت ارتطام بالأرض"))
ذبحة قلبية رقم 2 :
مررت بشكل عابر على برنامج (عم يتساءلون) في قناة دريم 2 .. مستضيفين فتاة "محجبة زعما" يبدو أنها تعمل كعارضة أزياء .. يحاورنها في هذا العمل وفي "أزياء المحجبات" التي تعرضها
الفتاة ترتدي غطاء الرأس بشكل "سبانيش" وتضع ماكياج واضح .. وتتكلم بثقة عالية جعلتني أعض على أصابعي وأنا أضحك غيظا من أين أتتها هذه الثقة .. ويعرض لها المذيع صورة يعترض فيها على وقفتها !!
في صورة من صور العرض تقف وقفة لن أصفها سوى أنها وقفة لنوع معين من نساء الغرب لا يمت للحياء ولا الوقار ولا حتى للأدب بصفة !!! وأنا آسفة على هذا الكلام ويؤلمني أن أقوله على أخت لي في الإسلام
شيء يفقع المرارة والقلب
أكاد أصاب بالشلل من الغيظ عندما أسمع هذه الجملة :
"أنا بقدم الحجاب بشكل جديد شيك وستايل عشان البنات يحبوه يقوموا ايه يتحجبوا "
جرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
((طب "صوت ارتطام بالأرض"))
****
بصراحة ده مبقاش دين
دي بقت مهانة إننا نتعامل مع الدين كده
العقيدة تعرض على الإنسان عرضا .. فإن قبل فبها ونعم وإن رفضها فله ذلك الحق
فإن ارتضى الإسلام دينا فإنه يأخذ تشريعاته كما هي .. دون لعب
نعم .. بعض ما يفعل تحت مسمى "جذب الناس للتدين" هو لعب بفرائض الله
حبب الناس في شرائع الإسلام كما تريد .. كما تريد .. (لكن) .. و(لكن) كبيرة جدا .. لا تحبب الناس فيها على حساب الفريضة نفسها !!
هل يعقل لكي أحبب الناس في الصلاة أجعلها مرة واحدة .. أو ركعتان بدلا من أربعة .. أو بدون وضوء !!!
هل لكي أذكر الناس بالدعاء و"أعمل فيهم ثواب" أخرج كفتاة أغني الدعاء على الفضائيات بخلفية موسيقية !!!
نفس المنطق يا اصحاب العقول .. والحجاب له شروط كالصلاة تماما
راعيها ثم حبب الناس فيه كما تحب
اسمعوا الكلام المنطقي العاقل الراسي الآتي : (أرجو منكم التركيز في التالي فعلا)
أن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار ،
بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة ، ويفرض على البشرية اتجاهه ، ويملي عليها إرادته ،
لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين .
ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه .
فليس مقامه مقام التقليد والإتباع
إن مقامه مقام الإمامة و القيادة ومقام الإرشاد والتوجيه .
ومقام الآمر الناهي .
وإذا تنكر له الزمام ، وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة ،
لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر ،
بل عليه أن يثور عليه وينازله .
ويظل في صراع معه وعراك ، حتى يقضي الله في أمره .
إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة ، ولاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام .
أما المؤمن القوي فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد . "
— أبو الحسن الندوي من كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين)
***
نعم .. المسلم لا يذلل الدين ويهادن فيه لكي يعود له الناس .. الدين غني .. وهناك ألف طريق وطريق لكي نحبب الناس في الدين دون هذه الطرق !
هذه -إن شئنا الحق ولم نخف لومة لائم في قول الحق- طرق الجهل .. الجهل بالدين يدفع الناس إلى الإساءة له في حين يريدون رفعته والعمل من أجله
الجهل ليس عيبا فما منا من ولد عالما .. إنما أن تعلم بأنك جاهل أو ترى العلم أمامك ثم ترفضه أو تتغاضى عنه هذا هو العيب كل العيب
****
وبما أني قد سقت بالأعلى نموذجين من النساء الذين لا أفخر بهن كمسلمات "بعد" فإني أسوق الآن نموذجا أتمنى لو أقابلها في الجنة كي أقبل يدها .. يا رب حقق رجائي :
روى البخاري و مسلم في صحيحيهما عن عطاء بن أبي رباح قال لي ابن عباس :
ألا أريك أمراة من أهل الجنة؟
قلت:
بلى.
قال:
هذه المرأة السوداء, أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت :
إني أصرع و إني أتكشف, فادع الله لي .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة, و إن شئتِ دعوت الله يعافيك.
فقالت:
أصبر ..
لكني أتكشف فدعو الله لي أن لا اتكشف .
فدعا لها .
***
إنتهى الحديث
هذه امرأة سوداء , لكنها بيضاء اللون ,
تصبر على المرض و إن كان صرعا يتخبطها , لكنها لا تصبر على خدش الحياء وجرح العفاف
و إن كان ذلك خارجا عن إردتها - وهو التكشف..
سوداء.....تستحق وبكل جدارة أن تكون من أهل الجنة.
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله