بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي حالة غريبة من إرادة / عدم إرادة التدوين .. الأفكار تتسارع إلى عقلي أثناء إمتزاجي بيومي .. مجرد أن أضع يدي على لوحة المفاتيح أجد بعضها سخيفا أو أجد حماستي للموضوع قد ذهبت أو الفكرة ذاته قد ضاعت تفاصيلها
كنت أريد الحديث من فترة عن خدمة ال (أر اس اس) ووجدت كل ما أردت قوله تقريبا في تدوينة للمدون مبرمج حر
قلت طيب أذهب الآن أبحث من خلال موقع أدب عن قصيدة أحبها للأخطل الصغير ولم أفلح في إيجادها
لدي بعض أبياتها في الدفتر الذي أخصصه لكتابة ما أعجبني مما قرأت
نم فالملائك عينها يقظى فذا يرعاك مبتسما وذا مترنما
نم واجتن الأحلام أزهار الصبا واستنزل الزهر النجوم من السما
نم وارع حبات القلوب ولا تكن ترعى كعيني في الظلام الأنجما
نم فالهوى حزب علي لأنه يرضى بأن أشقى وأن تتنعما
لا أعرف لماذا أعجبتني رغم أني لم أفهم تماما هل هي على لسان أب لابنه أم ماذا .. لا أدري
المهم عندما انتقلت للبحث من خلال جوجل وجدت خاطرة رقيقة عن المطر
الخاطرة ذكرتني بالطفولة والأطفال .. قلت أكلمكم عنهم وعن مواقف حدثت لي معهم لكني فقدت حماستي
طيب مثلا أكلمكم عن الكتاب الرائع اللى خصلت قرآيته من فترة قصيرة وهو كتاب "بين يدي عمر" لخالد محمد خالد
الكتاب ده رائع بجميع المقاييس ، مضمونا وأسلوبا وعمقا وغاية ، يُعمل القلب والعقل معا ، اسمع معي بعضا من تحليل كاتبنا الفاضل خالد محمد خالد لشخصية عمر .. يقول
إن الشجاعة والعدل والورع والإستقامة كلها أخلاق إنسانية وتوجد بنسب متفاوتة مع الناس جميعاً ولكن شجاعة عمر وعدله وورعه واستقامته ، شئ نابع من عمر ومختص به ، وإذا كنا نجزّئها ونقول عدل عمر ، ورع عمر ، أمانة عمر ، فطنة عمر ، قوة عمر ... فإنما نفعل هذا لنعلم أنفسنا ، ونقسم المادة التي بين أيدينا لنتمكن من تحصيلها .. أما فضائل أمير المؤمنين فلا تتجزأ في مجال العمل ، كما لا تتجزأ في ميزان التقييم .. هي الرجل الذي تنبع منه وتنتمي إليه،هي ......"عمر" رضي الله عنه
تقرأ صفحة فتتوقف تفكر فيما قرأته و تجد إثراء فكريا يصقل مهاراتك الحياتية
عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. المسؤولية لديه لا تتجزأ ، ولا تتنوع ولا تتفاوت .. ليس هناك مسؤوليات صغيرة وأخرى كبيرة . مسؤوليات عادية وأخرى فوق مستوى العادة
هناك مسؤوليات وحسب
وكان عمر رضي الله عنه أمام هذه المسؤوليات هو عمر الذي يحتشد لكل تبعة ولكل عمل احتشادا لا تتفاوت درجاته . لأنه يتصرف وفق طبيعته القوية الأمينة المؤمنة وطبيعته هي الأخرى لا تتجزأ ولا تنقسم ..كل عمل من أعمال عمر نجد فيه عمر كله
كان كل موقف مسؤولية يحاسب نفسه
ما تقول لربك غدا ؟
عبارة قد نتلوها نحن في يسر ، أما هو فكانت تزلزله زلزالا شديدا
بن خطاب الذي عندما رآه عثمان رضي الله عنهما في شدة الحر يعدو خلف ابلين من إبل الصدقة خشية أن يضيعا
فيسأله الله عنهما .. يدعوه ويقول له : هلم إلى الظل والماء ونحن نكفيك هذا الأمر
فيقول له : عد إلى ظلك يا عثمان . ومضى لسبيله والحر يصهر الصخر
(تبتسم من ذاك الموقف ..أو ربما تبكي فخرا بهذا الجد عزيز النفس قوي الإيمان (عمر بن الخطاب
تنتهي من قرآءة الكتاب لتأسف على انتهائه .. وتعرف أنه سيضم إلى الأبد لقائمة الكتب التي تركت فيك أثرا لا يُمحى ، ومشاعرا لن تُنسى ، وخبرات تصنع غدا أفضل "بإذن الله" وتوفيقا منه
وبعدين قررت أنزل خواطر كنت كتبتها من فترة ولسه معرضتهاش على النت .. قعدت أفتكر وديت فين الخواطر وكتبتها فين ؟؟!! .. مشكلة الكتابة إن الواحد بيدخل في " الحالة " من غير احم ولا دستور .. فأي ورقة قدامي بكتب فيها الخواطر واحتفظ بيها .. ويا إما تشق طريقها على برنامج الوورد ثم النت أو تختفي في "مكان ما" بين أوراقي
ولمن لا يعرف منكم .. لدي عيب خطير .. أنا مدمنة ورق .. لدي كميات من الأوراق تملأ درجين كبيرين
أوراق تحمل شعرا أو نثرا .. تحمل أفكارا أو مقالات هامة .. قصصا أو معلومات .. جلست أبكي بجانب كل هذه الأوراق لا أدري أين ذهبت تلك الخواطر .. بينما أنا أبكي وأبحث وجدت دفتر مادة اللغة العربية التي درستها في أول سنة لي في الكلية .. يااااه .. كم أحببت هذه المادة في هذه السنة بالذات .. الفكرة كانت في أن محاضر المادة قدمها لنا بشكل رائع جزاه الله عنا خيرا
ما جعلني أحب العربية أنني أكره اللحن فيها.. فهي لغة جميلة جدا
أتذكر تلقائيا كرهنا لسيبويه أيام الدراسة وحقدنا عليه وعلى أبو الأسود الدؤلي و الكسائي والأخفش وباقي العلماء الذين وضعوا علم النحو لـ "يدوشوا" دماغنا به أيام المدرسة .. أتذكر هذا بأسف .. فقد قرأت بعد تخرجي من المدرسة بسنوات رائعة د. أحمد خالد توفيق (شيء من حتّى) .. وهي تتحدث عن سيبويه خصوصا وعن علماء اللغة العربية عموما .. ربااااه كم أحببت اللغة العربية وكل عالم تحدث عنه .. وكم أحسست بعمق شخصية سيبويه الذي كنا لا نرى الجانب الإنساني منه في دراستنا .. هل أخبرونا أيام الدراسة أن سيبويه كلمة تعني رائحة التفاح !! كانت رائحته تذكر والدته برائحة التفاح لذا أسمته بهذا الإسم .. وهو اسم فارسي .. هذا لأن سيبويه لم يكن عربيا بل فارسيا !! هل
..... بل هل أخبرونا عن سبب شغفه بالعلم
جاء ذلك من موقف بينه وبين معلمه .. عندما اعتقد سيبويه أن معلمه قد أخطأ في اعراب كلمة فاستوقفه لينبهه .. فقال له المعلم
لحنت (يعني أخطأت) يا سيبويه
فحزن سيبويه .. ثم قال في تصميم الطالب المجد
(لا جرم (أي لا بأس) سأطلب علما لا تلحنّي فيه (يعني حتعلم وأذاكر وأوصل لدرجة أن غلطي في العلم يكاد يكون صفرا
وبكل همة واصرار وعزم قلما يوجد الآن انطلق سيبويه يجمع العلم من العلماء .. بشغف حقيقي .. حب للعلم وحب للغة .. كانت له مغامرات مع (حتّى) التي وجدها تستعمل كأداة نصب وظرف زمان وأداة جر .. وكان يردد كلما وجد لها وظيفة نحوية جديدة (سأموت وفي نفسي شيء من حتّى) -يعني حموت وأنا مش مستريح من ناحية حتى دي اللى مش عارف لها رأي أو وصف ووظيفة معينة -
كان سيبويه بالنسبة لنا -نحن طلاب المدرسة- مجرد عقل ممل رتيب وجد ليحيل أيام الثانوية جحيما بالعلم المعقد الذي تركه
على أنها فهمت فيما بعد أن هذا جزء من حساسيته الشديدة .. تلك الحساسية التي يشعر بها لأنه فارسي الأصل
ومهما حقق من انتصارات سيظل العرب ينظرون له على أنه لا يجيد العربية مثلهم
اقتباس من رواية شيء من حتى
أعض أناملي من الغيظ .. فهناك الآن من يكره هذا العالم الجليل الذي يستحق كل الإحترام والتبجيل .. أتمنى أن تكون لي مطبعة خاصة لأطبع هذه الرواية (شيء من حتّى) وأمر على كل منزل أوصي أهله جميعا بقرآءتها
نعود إلى مادة اللغة العربية .. أنا أخجل أن أنصب مجرورا أو أضع الهمزة بشكل خاطئ أو أستخدم لفظا في غير معناه
فمثلا سمعت منذ فترة في أحد البرامج الإذاعية حديثا لسيدة أمية بعد إنهائها لفصل محو الأمية .. كانت بتقول أنا مكنتش فاهمة الآية دي صح
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28
فلفظ لجلالة هنا منصوب لأنه مفعول به .. والعلماء مرفوع لأنه فاعل .. معنى كده إن العلماء هم اللى بيخافوا ربنا سبحانه وتعالى .. طبعا من غير فهم للغة العربية العبارة دي ممكن تتفهم على أساس مغاير تماما
من أحب القرآن .. وجد أن اللغة العربية لغة دقيقة جدا .. حرف واحد في غير موضعه يغير المعنى .. كلمة قد تجدها مرادفة لكلمة أخرى لكن ويا للعجب هذه لها استخدام وهذه لها استخدام
يعني مثلا
(لا تقل : لم أكذب في حياتي أبدا (لأن أبدا لنفي المستقبل
(بل قل : ما كذبت في حياتي قط (قط لنفي الماضي
ولن أنسى أبدا تلك المعلومة الرائعة التي سمعتها في برنامج إذاعي آخر .. كان الشيخ يفسر قول الله عز وجل
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ » الذاريات / 24 »
في تعليل استخدام لفظ ضيف كمفرد وليس ضيوف استخرجوا من هذه الآية فضيلة من فضائل الأخلاق هي العدل في التعامل مع الضيوف .. فتعامل ال 3 أو 4 أو 9 كأنهم واحد (يا سلاااام .. اقتصاد .. بدل ما نقدم 9 كوبيات عصير نقدم واحده :-) ) .. سبحان الله .. يقول الشيخ .. فتنظر إلى كل واحد منهم بقدر ما تنظر للآخر .. وتحدثهم جميعا وتساوي بينهم في واجبات الضيافة .. طبعا هو مش التفسير الوحيد لكنها لمحة و فائدة من فوائد الآية الكريمة
كلما سمعت تفسير القرآن الكريم كلما زاد حبي لهذه اللغة العظيمة ..أتذكر أيضا تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله لكلمة (شطر) عندما كان يفسر آية (فول وجهك شطر المسجد الحرام) .. بجد ذهلت ذهولا من هذا التفسير لا مجال لذكره الآن كما أن أسلوب الشيخ وعلمه لن أستطيع مضاهاته مهما حاولت
ومع دقة اللغة العربية فهي لغة مرنة للغاية ومتجددة ومتنوعة .. لا أذكر مَن مِن كتاب الخيال العلمي -ربما جول فيرن- جعل في إحدى رواياته اللغة العربية هي لغة المستقبل
مازالت في رأسي العديد من الأفكار .. هناك تدوينة تلح علي أن أكتبها بعنوان (ماسنجريات) وسيكون هدفها الأساسي هو الاعتذار من صديقاتي ممن لدي على الماسنجر على قلة اتصالي بهم + توضيح لعلاقتي المعقدة بالماسنجر في الفترة السابقة
تدوينة أخرى بعنوان (إلى محمد) فكرتها في بالي من زمااان .. وقطعت في كتابتها شوطا لكني غير مقتنعة باسلوبها .. ممل بالنسبة لي قليلا
تدوينة أخرى بعنوان (ليته يحبني) مكتملة تقريبا لكني أنتظر رسالة من صديقة حتى استطيع نشرها
هموم داعية) كتبت فيها قليلا ثم فتر حماسي .. (من الثانوية إلى الكلية) أريد كتابتها )
متعلقات
(مقالة عن ( شيء من حتى
(تفسير قوله تعالى: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله