2010/02/27

الأمـل



كانت متوترة قلقة

أرقه .. تفكر طوال الليل .. 


متقلصة أمعاؤها .. حائرة عيناها


"أيكون أم لا يكون ؟" .. أملها وشدة تعلقها بهذا الأمل في هذا الأمر هو سبب خوفها الكبير


***


صباح اليوم التالي انزوت باكية وقد انهار جمود التوتر داخلها وارتخى في استسلام


قاس هو الأمل في الأشياء .. والأشخاص .. 


"لن أؤمل في شيء بعد اليوم .. كم هو قاس الأمل" هكذا حدثت نفسها


{ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف(87)


عادت لرشدها سريعا .. "بل كنت أؤمل في الاتجاه الخاطئ .. فالأمل الضروري للحياة .. ليس الأمل في الناس .. بل في رب الناس"


نعم .. الأمل في انقضاء حاجة أو في تحصيل شهادة أو وظيفة وغيرها .. الأمل في الأشياء والأشخاص قاس عندما يحدث عكس ما ترجو وتتوقع .. لكن الأمل في الله دوما يريح القلب مهما كانت النتائج .. فالله سبحانه وتعالى يقدر الخير وتدبيره للأمور عجيب


فكم من خير (زواج ، وظيفة ، كلية ، معاملة ما ... ) تمناه الإنسان ورجاه كان في الأصل هو الشر له ولا يدري


وكم من شر (حادثة ، وفاة ، فقدان شيء ..) تألم منه الإنسان وكان فيه كل الخير له

 { وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } البقرة (216)


عندما تؤمل في الله فإن كل الأمور وعواقبها خير .. فلا خوف من المستقبل ولا حزن على ما فات ومضى


بسم الله الرحمن الرحيم

بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة (112)



التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

2010/02/21

حديث مع مدونتي



- مدونتي العزيزة كيف حالك ؟ .. لم أدر كم اشتقت لك إلا عندما استوحشت الطريق إلى المدونة.

-- ..........

- صامتة كعادتك ها .. أحبك عندما تستمعين لي .. وها أنا قد دخلت لأتفقد ما لم أتفقده منذ زمن .. تدويناتي القديمة الأثيرة .. لوحة التحكم .. كل شيء في مكانه صامت أشم فيه رائحة المكان المغلق .. لقد اعتنيت بهم من أجلي كعادتك دوما

-- .........

- نظرة عتاب منك هذه التي أرى .. لا يا مدونتي العزيزة .. لم أهجرك قط .. ولا أنوي أن أفعل أبدا إن شاء الله ..

ألا تعلمين بعد مكانتك عندي !

-- ...........

- ليس نضوب الأفكار هو السبب .. بل ذلك الرابط الذي كان يربط الفكرة بالكتابة قد اختفى !

رابط الحماس للكتابة .. نعم يا عزيزتي أنت تعرفينني .. لا أكتب شيئا ما لم اتحمس له .. لذلك يخرج الكلام من القلب والعقل دوما ..

وبرغم اختفاء ذلك الرابط المهم إلا أن اشتياقي للكتابة صنع رابطا آخر هو الذي أكتب به هذه التدوينة الآن فليس لي في الحقيقة ما أقوله إلا أنني أفتقد ثرثرتي معك

-- ..................

- ...................

-- .......................

- أتنتظرينني لكي أثرثر ! ألم أقل أنه ليس لدي ما أقوله .. لقد تكلمت كثيرا وتحمست كثيرا .. وأبديت آرائي آلاف المرات في عشرات المواضيع .. تخبرني أمي أني كنت طفلة ثرثارة .. ربما استنفذت كلامي كله وصار الصمت رفيقي مؤخرا

بل .. لا لا .. ربما أصبحت ثرثارة أكثر .. لكن ثرثرتي وأفكاري وآرائي كلها أناقشها في عقلي .. فأطرح الموضوع وأرد عليه بنفسي وأناقشه وأقلبه وأتمادى في التحليل والاستنباط .. ثم أفتح فمي لأجد أن الموضوع صار مملا مكررا لا طاقة لي بإعادته !

-- ....................

- ما عهدتك تحسبينني مغروره ! .. لست عالمة ولا أدعي الاكتفاء الذاتي ! فنهمي للمعرفة والعلم لا نهائي .. لكنه شعوري ببساطة .. وأقوله ببساطة

-- ...............

- أحب التفكر يا مدونتي .. والصمت يساعدني عليه .. الوحدة تساعدني عليه ..

منذ أيام أصبت في سبابتي إصابة قوية .. فانتفخ الاصبع .. وأخذت أنظر إليه وأتذكر ما درسته في مادة الأحياء عن تجمع الدم والسوائل المعالجة التي يفرزها الجسم ليعالج هذه الإصابة -وسبحان من أبدع هذا النظام الحيوي في الجسد- .. وكيف كان الوسطى والإبهام يؤلمانني كأنهما يتعاطفان مع السبابة .. وتذكرت من فوري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ترى المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضوا ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)


وتعلمين -مدونتي الغالية- كم أحب البحر فهلا استمعت لحديثي عنه ختاما لثرثرتي -القصيرة!- معك .. لقد ذهبت هناك الأسبوع الماضي .... البحر شتاء .... ما أروعه !

الموج عال .. وقد عهدت الخليج هادئ دوما .. الشاطئ خال لبروده الجو فأخذت في السير حذو البحر .. تكاد قدمي تلامس الأمواج ..

ركضت موجة فجأة نحوي فاسرعت ابتعد ضاحكة من المفاجأة ثم عدت .. أعجبتني اللعبة مع البحر .. انتعشت روحي من مزاج البحر الصاخب ..

أراقب الأمواج متقلبة السرعة والارتفاع .. أحاول للمرة الألف أن أفهم لماذا تختلف المسافة التي تقطعها هذه الموجة رغم ارتفاعها في الشاطئ عن تلك الأخرى التي تساويها في الارتفاع والسرعة والتي تصل إلى مسافة أبعد في الشاطئ !

ربما تكسرها على الشاطئ يوقفها ! وأحيانا مع اندفاعها تقابل موجة عائدة من الشاطئ فتقنعها -بالذوق أو بالعافية- ألا تتمادى "لا شيء هناك يستحق الوصول له"

لماذا يذكرني هذا بالحياة ؟ وهل الأمواج في اندفاعها وإلتقائها وتمازجها واختلاف أشكالها كالبشر ؟

وتظل أمواج البحر طموحة تتسارع للشاطئ .. تستريح عليه للحظات ثم تنسحب بهدوء وتظل أنت تفكر :

هل انسحابها بعد سعادة تحقيق هدفها وإلتقائها بالشاطئ ؟ أم خيبة أمل لما أعتقدت أن تجده ولم تجده أم يأس من البقاء عليه ؟

هذه الموجة القريبة التي تلامس قدمي ثم تعود للبحر .. من أين جاءت .. وماذا رأت وبماذا امتزجت ؟

أسئلة وألغاز ودروس وعبر .. حديث صامت بلا ملل .. وكله ينتهي بتسبيح الخالق البارئ المبدع المصور .. لهذا الجمال .......... ولهذا العقل الذي يفكر في هذا الخلق

إليه -أنا والناس وهذا البحر والمخلوقات والكون الواسع الكبير- نعود .. وعليه نتوكل .. وفيه نؤمل رحمة ومغفرة 
 
لا أمل حديثا عن البحر .. ولا أمل حديثا معك .. فلا تفتقديني مدونتي العزيزة .. ليس فراقا انقطاعي عنك .. إنما هو الحماس يخبو ويشتعل .. وهو الشوق ينقص ويزيد




التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي