بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله رب العالمين ...... (لمن لا يحبون قراءة الفقرات الطويلة مثلي .. فقط انتقلوا للكلمات الملونة بالأحمر لقراءة خلاصة هذه التدوينة .. ولمشكلة حجم الخط يمكن تعديله وتصغيره بالضغط على مفتاح ctrl و + أو -)
أولا شغلوا التكبيرات :
ثانيا .. كنت أشاور عقلي في التزام الصمت وعدم الحديث عن "حديث الساعة" .. لكنها كانت فكرة غبية .. نعم لن أضيع علي هذه الأيام في متابعة الجنون الذي يحدث لكن لو لدي كلمة واحدة مفيدة ولو لدي قارئ واحد سيسمعها فمن السلبية والخيانة ألا أقولها
1. لا للاستهانة بالكلمة .. كلمة قد تنشر الفساد وكلمة تمنعه.. فكما أن رجلا واحدا أثار فتنة عظيمة كما فعل عبد الله بن سبأ الذي مشى بالفتنة في الدول الإسلامية حتى أدت هذه الفتنة في آخر الأمر إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه وإلى الكثير من الفساد .. فإن رجلا واحدا -أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه- كان السبب في إخماد الفتنة .. فتنة عظيمة حلت بالدول الإسلامية عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
2. لا لتصعيد الأمور مع الجزائر كدولة وكشعب ! .. هل نداهن اسرائيل ونفضل السلام معها .. اسرائيل لم تكتفي "ببعض التهديدات لمواطنينا المقيمين فيها مثلما يقال أنه يحدث في الجزائر" ولم يكتفي بعض الأفراد الفاسدين فيها باصابة 20 منا اصابات خفيفة .. بل هي الدولة الدموية بأسوأ خلق الله في الأرض طرا .. الدولة التي قتلت وأصابت الملايين وتجر خط الدم طوال الوقت ورائها .. نطبع مع هؤلاء ويقوم المسؤول فينا ويقول : "هو احنا قد الحرب مع اسرائيل" ويتحدث عن حقوقها .. ثم بعد ذلك يقوم نفس المسؤول ليتحدث عن الكرامة وإنه "كفاية" .. هزلت .. هزلت.
علاقتنا باسرائيل قمة الذل لكن المصيبة كل المصيبة أن نترك العدو الحقيقي ونقاتل الجار الذي يشاركنا الإسلام والعروبة ووقف معنا يوما في صف واحد وقت الحرب .. ورحم الله أمل دنقل حين قال : (وهل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك !!!)
3. لا للعقوبات الظالمة .. نطالب بالعقاب نعم .. نظلم لا .. وليس من العدل إلغاء نتيجة المباراة الأخيرة بعد أن فازت الجزائر بها fair & square كما يقولون .. ولا من العدل أن نعمم مشاعر الكره تجاه الجزائريين ولا هم يعممون هذه المشاعر تجاهنا كمصريين ..
كنت أقرأ هذا الكتاب الذي رشح لي بشدة في ملل حين وقعت الأحداث الحالية .. الآن أراه يضغط على الجرح النازف بشدة ..
يقول أبو الحسن الندوي في كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) :
في العصبية القبلية والدموية في العرب قبل الإسلام :
هانت عليهم الحرب وإراقة الدماء حتى كانت تثيرها حادثة ليست بذات خطر ، فقد وقعت الحرب بين بكر وتغلب ابني وائل ومكثت أربعين سنة أريقت فيها دماء غزيرة ، وما ذاك إلا لأن كليباً- رئيس معدّ- رمى ضلع ناقة البسوس بنت منقذ فاختلط دمها بلبنها وقتل جساس بن مرة كليباً ،واشتبكت الحرب بين بكر وتغلب
ويقول عنهم بعد دخول الإسلام :
ولم يكن صدقهم واعترافهم بما يعملون ويعتقدون مقتصراً على ما يتصل بأنفسهم ، بل كانوا صادقين فيما يتصل بالأمة والشعب ، فلم يكونوا يعرفون العصبية الجنسية والوطنية والجنف القومي الذي أصبح اليوم من واجبات الجنسية والوطنية ، وكانوا يعدون الكذب وشهادة الزور لأجل الأمة والوطن والملة رذيلة وإثماً كبيراً . وكانوا يعتقدون أن أحكام الشرع تعم الفرد والأمة والأمور الشخصية والاجتماعية وكانوا متمسكين بقول تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ } الآية ، وقوله : { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ } وقوله : { وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ } وقوله : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } .
ويقول عن تأليف قلوب المتنازعين :
وكان الأوس والخزرج لم ينفضوا عنهم غبار حرب بعاث . ولا تزال سيوفهم تقطر دماً . فألَّف الإسلام بين قلوبهم . ولو أنفق أحد ما في الأرض جميعاً ما ألَّف بين قلوبهم . ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وبين المهاجرين . فكانت أخوة تزري بأخوة الأشقاء . وتبذ كل ما روي في التاريخ من خلة الأخلاء .
كانت هذه الجماعة الوليدة- المؤلفة من أهل مكة المهاجرين وأهل يثرب الأنصار- نواة للأمة الإسلامية الكبيرة التي أخرجت للناس ومادة للإسلام ، فكان ظهور هذه الجماعة في هذه الساعة العصيبة وقاية للعالم من الانحلال الذي كان يهدده . وعصمة للإنسانية من الفتن والأخطار التي أحدقت بها . لذلك قال الله تعالى لما حض على الأخوة والألفة بين المهاجرين والأنصار : { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } .
ايه تاني كده :
لذلك قال الله تعالى لما حض على الأخوة والألفة بين المهاجرين والأنصار : { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } .
كمان مرة معلش
لذلك قال الله تعالى لما حض على الأخوة والألفة بين المهاجرين والأنصار : { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } .
وإن كنتم مثلي رأيتم ما ينشر من قذارة -أعزكم الله وأعتذر عن اللفظ الذي لا بديل له للوصف- على الفيس بوك سواء من شتائم وسخرية من كلا الجنسيتين تجاه الأخرى وسأسمح لنفسي بنشر واحدة منها مع كامل الأسف إنما لضرورة :
لا مش حرد على الصورة .. الرد قادم :
يقول أبو الحسن الندوي في "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" عن المجتمع المسلم :
أصبح الناس أسرة واحدة أبوهم آدم ، وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم ، أو ليكونن أهون على الله تعالى من الجعلان ))،
ويسمعه الناس يقول : (( يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها ، فالناس رجلان : رجل بٌر تقيٌ كريم على الله تعالى ، ورجل فاجر شقي هين على الله تعالى ))،
ويقول : (( إن أنسابكم هذه ليست على لمنسبة على أحد ، كلكم بنو آدم ، طف الصاع لم يمنعوه ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين وتقوى )) ، وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ((انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود ، إلا أن تفضله بتقوى الله)) ويسمعه الناس يقول فيما يناجي به ربه في آخر الليل : (( وأنا شهيد أن العباد كلهم أخوة)) .
ليس منا من دعا إلى عصبية :
واقتلع صلى الله عليه وسلم جذور الجاهلية وجراثيمها ، وحسم مادتها ، وسد كل نافذة من نوافذها ، فقال : (( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية )) ،
وعن جابر بن عبد الله قال : ((كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار . فقال المهاجرين : يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوها إنها منتنة )) وحرم حمية الجاهلية ، وقيد ذلك التناصر الذي جرت الجاهلية العربية على إطلاقه ، فكان من الأمثال السائرة وشرائع الجاهلية الثابتة . (( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من نصر قومه على غير الحق ، فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه )) ، وتغيرت بذلك نفسية العربي وعقليته حتى أصبح ذوق المسلم العربي لا يسيغ ذلك المثل العربي السائر ، فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم مرة : (( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) لم يملك نفسه ، فقال :
(( يا رسول إذا نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه)) .
تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه
تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه
ختاما .. الآيات من سورة الحجرات .. كأنها تضرب أكثر الأماكن حساسية في هذه الفتنة .. صدقت يا رب فاغفر لنا وارحمنا :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
فى مثل هذه الأيام وقف النبى محمد صلى الله عليه و سلم يخطب للعالم كافة وقال ( ايها الناس ان دماءكم واموالكم حرام عليكم الى ان تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا)
ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
متعلقـــــات :
ملحوظة :
أستطيع أن أدعم نظريات كثيرة مثل وجود مؤامرات (سياسية إعلامية وغيرها) متداخلة وإن لم تكن متفقة فيما بينها للتعاون في هذه الفتنة لكني لن أفعل لأن مصادري هي الإعلام والإعلام نفسه جزء من اللعبة فسألتزم بالحديث العام ووضع الإحتمالات وردود الأفعال الصحيحة تجاهها.
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله