سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أب يتذمر من جلوس ابنه لفترات طويلة أمام الحاسوب (كهواية وأداة مفيدة ذات استخدامات عديدة) أو لعناده فيما يتعلق باختيار كليته أو .. أو .. بينما لا يدرك مقدار هذه النعمة مقابل معاناة أب آخر لابن يخرج من البيت ليدمن المخدرات أو يصادق صحبة سيئة أو .. أو .. !!
أم تشكو طوب الأرض من "تقصير وبطئ" ابنتها في "أعمال المنزل" ، فحينما هي ركزت على التقصير والبطئ لم تنتبه إلى أنها تعمل بالفعل وتساعدها في المنزل بينما أخريات لا يحركن إصبعا أو يسببن المشاكل والمصائب لأهلهن (شعروا بذلك أم لم يشعروا)
كيف يشعر هذا الفتى ذو العقل اللامع عندما يجد الأذن التي تستمع له من خلال المنتديات والمدونات وشبكات الأصدقاء بينما يتثاءب أباه عندما يبدأ هو بابداء رأيه في أي شيء وتعرض أمه عن سماعه بانشغالها في أيا ما هي منشغلة به ؟
وكيف تشعر هذه الفتاة التي تطيع وتبذل مع عندها لارضاء إمها وتصارع لسانها كل مرة لتبلع أدوات الرفض والتململ وتقول : حاضر يا ماما .. بينما الأم دائما اللوم والتقريع لأخطاء تصدر منها ! وهل أحد معصوم من الخطأ ؟ لكم تشتاق الآن لمن يقدرها ! هل تجده خارج المنزل ؟ هل هذه بداية الانحراف وقصة مخيفة لا يعلم آخرها إلا الله ؟
قدروا أبناءكم واعرفوا مزاياهم .. هم أغلى ما عندكم فعاملوهم كذلك ! وأشعروهم بهذا ..
مخطئ من يظن أن احترام الأبناء للآباء يأتي بالقسوة .. ولا إدعاء صورة البشر المعصوم والرأي الذي لا يثنى ..
الرفق مع الحزم .. التلطف مع التحفظ .. التفهم والرحمة والاحتواء والقدوة .. القدوة القدوة.
موقف تكون فيه قدوة خير من سنوات تعليم شفهي نظري !
لا تأمرهم : "اشكروا الناس" .. بل اشكر الناس أمامهم.
لا تنهاهم : "لا تكذبوا" .. بل أرهم كيف تصدق أنت في موقف عصيب كان لنجي فيه -مؤقتا- الكذب.
اسمعهم وشاورهم ولا تسفه آراءهم ولا تستخف بهم خاصة أمام الناس
التربية جهد وجهاد .. التربية ليست أوامر ونواه وضرب ..
التربية .. من ربّى .. وأصل الكلمة الزيادة والنماء .. فأنت لا تكبت ولا تقيد .. بل تنمي الخير والخصال الحميدة والدين والعقل منه كما تغذيه لينمو جسده
ولك في المقابل كل ما لك من إجبار الاسلام للابن والابنة على الطاعة والسمع والولاء والاحترام والاحسان
قصر في التربية .. تجد ما لا يسرك
أحسن .. يحسن إليك
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله