السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
وسم مختلف ومتميز جدا جدا من الصديقة العزيزة منة الله صاحبة مدونة طيف .. أحييك عزيزتي على أفكارك المبدعة والمتجددة باستمرار .. بارك الله فيك
فرحتي بالوسم إنه وسم من العيار الثقيل .. أسئلة بحق وموضوعات بحق .. كما سترون إن شاء الله .. مجالات الأسئلة تليق بذوي الثقافة العالية والآراء المخضرمة والعقول المتزنة والحمد لله
لا أظنني وصلت لهذا المستوى الفكري بعد .. لكن لدي بعض ما أقوله في إجابة هذه الأسئلة وربما وجدتموني أحوم حول موضوع السؤال الأصلي وقد لا أطرقه مباشرة
شيء أخير قبل أن أبدأ .. صحيح أنه قد تبدو الإجابة طويلة لكنها ليست مملة إن شاء الله .. وعموما لونت العبارات المهمة لمن يريد القراءة المختصرة .. وقد حاولت جهدي أن تكون لغتي العربية في الإجابة مبسطة .. و .. أريد آراءكم تهمني جدا في هذه التدوينة بالذات لأنها تدوينة فكرية .. والفكر يبنى باتفاق الآراء واختلافها معا
في حوار
بين اثنين من المفكرين العرب .. نقد أحدهما الآخر قائلا .. " انه يحاورني بعقلية
خطيب جمعة "جملة تحمل في طياتها نقدا .. او قُل تقليلا من فكر هؤلاء الخطباء .. فما
رايك فيما يقدمه الخطباء لنا من فكر - ان جاز تسميته
كذلك
أولا : عالمنا الإسلامي به النماذج الطيبة المشرفة وبه نماذج لا يتخيل الكل مدى سوءها .. أما النماذج الطيبة فلن تسمع في بلدانها تلك العبارة فجزاهم الله خيرا وأكثر من أمثالهم .. نأتي للنماذج الأخرى .. هدانا وهداهم الله لجملة تدل على رأي الجمهور في الخطيب
فإن عاتبنا الخطيب : فعلى عدم إهتمامه بمناقشة القضايا التي تهم الناس في هذا العصر .. وللنقاش حدوده وضوابطه طبعا فهناك ثوابت وشرع الله الذي ينفذ (سمعنا وأطعنا) وهناك أمور فقهية يمكن الحديث فيها وعرض الآراء
و عن انفصاله فكريا عنهم .. عن أداء الخطبة كأنها واجب لا مفر منه .. بجمود وآلية
عن أسلوبه الذي قد يؤدي إلى النفور بدلا من الجذب وإثارة الإستياء بدلا من الحماسة
فقد تجتمع في ذهنه كل مواقف الأسبوع التي عانى منها ليخرج على الناس بغضبه وانفعاله فلا تصبح المسافة بينه وبين المصلين إلا أكبر وأكبر
الخطيب قد يدرك معنى خطبة الجمعة لكنه بعد فترة ينسى هدفها الأساسي .. وهو إلتقاء المسلمين وتقوية الأخوة بينهم وتقوية إيمانهم .. كالتحدث عن قضية اجتماعية ظهرت مؤخرا ومناقشتها من الناحية الشرعية وتقديم الوعظ خلالها .. والإنتباه إلى بساطة الأسلوب ونبره الصوت واستخدام المصطلحات والألفاظ ومهارات التواصل الحركي الذي إن كنا نهتم باستخدامه في أمورنا الدنيوية فالأولى بنا استخدامه في أمورنا الدينية .. بحيث يسهل فهم موضوع الخطبة لكل الفئات التي حضرت لصلاة الجمعة .. فمنهم الأمي والمتعلم ومنهم الشاب والشيخ وعلى اختلاف درجات إيمانهم وإلتزامهم
"يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة
نشرت من مدة فقرة من كتاب (تأويل مشكل القرآن) لابن قتيبة الدينوري في مدونتي الأخرى "مقولة ملكتني ، تعابير أغرقتني" .. الفقرة بتقول
فالخطيب من العرب إذا (( ارتجل )) كلاما لم يأت من مرد واحد
بل يفتن فيختصر تارة إرادة التخفيف
ويطيل تارة إرادة الإفهام
ويكرر تارة إرادة التوكيد
ويخفي بعض معانيه حتى يغمض على أكثر سامعيه
ويكشف بعضها حتى يفهم بعض الأعجميين
ويشير إلى الشيء
ويكني عن الشيء
وتكون عنايته بالكلام على حسب الحال ، وقدر الحفل ، وكثرة الحشد ، وجلالة المقام
هكذا كانت الخطابة في "المسلمين العرب" قديما.. أنا حقيقة لا أعرف من أين نصنف أنفسنا عرباً مسلمين ؟
وإن عاتبنا المستمع : فعن تراجع مستوى أدب الإستماع لديه .. فنجد المصلي يتثائب ويفكر في مشاكل البيت والعمل والأولاد والشارع والنادي و .. و.. ثم هووب ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر .. ) .. ماذا كان موضوع الخطبة ! ليست لديه أدنى فكرة
أو غيره قد يستمع ويسرع في الحكم .. لا يأخذ وقته في التفكير الهادئ فيما يقوله الخطيب .. ينظر من أفق ضيق ولا يحاول أن يتحرى الصدق من خلال استيعاب الموضوع من جميع وجهات النظر .. فبمجرد أن يبدأ الخطيب في الوعظ أو إلقاء حديث أو آية تبدأ تحيزاته المسبقة و خلفيته الفكرية في العمل فتسبق الجزء المخصص للتفكير في العقل فلا يعود يعي شيئا
أذكر قبل أن أصل لمستوى إلتزامي الحالي .. أني كنت أجد كثيرا من أمور الإلتزام صعبة وأجد بها تزمتا وتشددا أكثر من اللازم .. الآن .. نفسها هذه الأمور أجدها الآن هينة .. بل أحس أنها أساسيات بديهية ويمكن للإنسان أن يجتهد فيها بشكل أكبر
فمثلا حين تجد العباد والزهاد يقومون الليل ويصومون النهار ويحرصون على أداء العبادات الهينة منها والشاقة تستعجب .. لكن إذا رأيت بعيونهم كيف يرون في كل شيء أمامهم جنة أو نار .. وكيف يُسائلون أنفسهم ماذا يأتي ما قدموه أمام من عُذب من الصحابة ومن نشر بالمناشير وأمام من ألقي في الأخدود والنار ومن جاهد بنفسه وماله وعياله .. لو رأيت بعيونهم وارتديت عقولهم لوهلة لعذرتهم .. طبعا هي ليست دعوة للزهد والتقشف فحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم مع الرهط معروف .. وأن ديننا ليس دين رهبانية .. لكن هي دعوة للرؤية بمنظار الآخرين وعدم التحيز المسبق لرأي عندنا أتى من خلفياتنا التربوية الثقافية
: طيب نعود إلى الفكر الذي يقدمه لنا خطيب الجمعة .. تبعا لما سبق
ا* قد يكون هذا الفكر غير معاصرا للواقع والحياة العملية في عصرنا هذا .. وحله ذكرته بالأعلى
ا* الخطيب لا يأتي بفكر من عنده .. بل هو يستقي حديثه من الكتاب والسنة .. وعادة ما يكون الإحتجاج على ما يظنه البعض تشددا في الأوامر والنواهي الربانية .. وقد ناقشت هذه النقطة أيضا بالأعلى
هذا تقريبا ما لدي للإجابة عن هذا السؤال
وسأجيب عن باقي الأسئلة في التدوينة القادمة بإذن الله
التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله
ما شاء الله
ردحذفحقيقة تدوينة متميزة
أما عن تعليقي فربما أعرضه في تدوينة لدي
جزاك الله خيرا
الحمد لله :)
ردحذفأنا حست إني نفسي أستفيض في الكلام لكن فضلت أن يُقرأ الموضوع فاختصرت
في انتظار إجابة حضرتك عن الوسم إن شاء الله
أحسنت بارك الله فيك
ردحذفعلى فكرة الخط صغير في الفايرفوكس
من أول كلمة
أول عالمنا الإسلامي
جزاك الله خيرا :)
ردحذفحاولت تعديل الخط قدر استطاعتي..
لما شفت ان (الوسم )دا اتوجهلك كنت منتظر الأجابة
ردحذفربنا يبارك فيكي
وفي أنتظار بقيت الإجابات
عوامل كتير وراء أن مفكر وهو بيناقش مفكر يقوله : "أنت بتحاورني بعقلية خطيب جمعة
ردحذف"
عوامل كتيــــــــــــــــــــــــر جداً ومتباينة ومشتقة من بعض زى معظم مشاكلنا فى العصر دة .. كأنها معادلة تفاضلية معقدة ..
تدوينة ممتازة
لكى كل الإحترام والتحية
:)
أ/محمد
ردحذفشرفني أن ضمت منة مدونتي من ضمن المدونات التي مررت لها الوسم .. رغم أن تدويناتي وفكري أبسط من هذا بكثير :)
أنا أجبت على السؤال الثاني .. فقط ينقصني الإجابة على السؤال الأخير وأنشر التدوينة المقبلة بإذن الله
مبرمج حر
سيُمرر لك الوسم حتما إن شاء الله :)
فاستعد له من الآن واستعد بكتابة ولو بعضا من هذه العوامل
شكر لك :)