2008/08/04

النشر الواعي


’’ ومع أنني لست من الذين يميلون إلى ربط القرآن بالنظريات أو الكشوف العلمية ولا من الذين يحاولون أن "يفصلوا" لبعض الآيات القرآنية أثوابا من الاختراعات الحديثة حتى يدللوا بها على عظمة القرآن .. مع ذلك فأنا من الذين يميلون فقط إلى الاستشهاد ببعض الآيات في كتابات علمية تناسبها ‘‘


د. عبد المحسن صالح - الهلال ديسمبر 1970 - مقالة بعنوان فالق الحب والنوى

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في ظل عمليات ال"توضيب" والتحضير للسفر تُقلب شقتنا رأسا على عقب ويظهر ما خفى واستتر

وظهر مما ظهر أعداد من مجلة كان والدي يتابعها قديما اسمها مجلة الهلال .. استوقفني منها عدد بعنوان "القرآن .. نظرة عصرية جديدة .. عدد خاص" طبعا جذبني العدد وخبأته حتى أجد الوقت لتصفحه وقراءته

ومن ضمن ما قرأته وأثار شهيتي للتدوين هذه الجزئية من المقالة التي اقتبستها بالأعلى ، يقول الكاتب في مقالته التي عن "النواة" لكل شيء :

’’ ومع أنني لست من الذين يميلون إلى ربط القرآن بالنظريات أو الكشوف العلمية ولا من الذين يحاولون أن "يفصلوا" لبعض الآيات القرآنية أثوابا من الاختراعات الحديثة حتى يدللوا بها على عظمة القرآن .. مع ذلك فأنا من الذين يميلون فقط إلى الاستشهاد ببعض الآيات في كتابات علمية تناسبها ‘‘

تذكرت على الفور ذلك الموضوع الصادم الذي قرأته في منتداي العزيز كل الطلبة عن خطة دنيئة لبعض العلمانيين في أحد المنتديات العلمانية .. والتي تقوم على تلفيق بعض الظواهر والإكتشافات العلمية المزعومة وربط القرآن الكريم بها .. ثم نشرها في الإنترنت

لماذا كل هذا التعب ؟ .. لقد فسر ذلك العضو العلماني خبيث الفكر الذي وضع هذه الفكرة بأن "المسلمين" سذج ويصدقون أي شيء ويعيدون نشر وتوزيع وبث كل شيء يدعم الإسلام (ظاهريا) دون التأكد من فحواه .. يعني هدفهم إظهارنا بمظهر "المتعصبين عميا" ولا حول ولا قوة إلا بالله

هنا أتوقف بألم لأقول .. وللأسف نحن سقطنا في الفخ بكل براعة .. تجد الأحاديث الضعيفة والموضوعة (ذات الأغراض والأهداف المختلفة) تنتشر كالنار في الهشيم على النت .. وكذلك المواضيع الغريبة من طراز : النبات له ذبذبات عندما تم رصدها تكتب كلمة الله
*، ومنها تلك الرسائل التي إذا وزعتها سيأتيك خبر يفرحك خلال 3 أيام وغيرها الكثير !!!!!


الإسلام عظيم وأهدافه واضحة وشرع الله عز وجل لنا طرقا لنتعبده ونزداد إيمانا .. لكنه سبحانه في نفس الوقت حذرنا من الغلو في الدين أو اختراع وابتداع طرق لنفس الغرض


والقرآن عظيم .. وفيه من الأسرار والبلاغة والحكم ما فيه .. لكن بعض ما ينشر عنه -كالآيات السبع المنجيات مثلا- أو فضائل لبعض السور التي ليس لها أصل في السنة وغيرها .. هو انتقاص وتعدٍ على قدسيته


ولست أول من يقول : بما أننا نتواجد على النت ونرى مثل هذه الأمور مما تسيء إلى الإسلام ومقدساته أن نقف لها بما نقدر عليه .. فإن وصلك خبر كاذب فانشر تكذيبه .. وحذر الناس منه .. وحذر من نشر مالا أصل صحيح له في القرآن والسنة .. وساهم في نشر المقالات العلمية الصحيحة الموثوق منها


هذا وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان


وأترككم مع بعض الاقتباسات من المقال :


’’خاصة أن العلم الحقيقي يقوم أساسا على الإحتمالات .. أي أنه لا يستطيع أن يؤكد بشيء .. لسبب بسيط ، ذلك أنه لم يصل إلى قلب الحقيقة .. لا في ذرة .. ولا خلية .. ولا مخلوق .. ولا أرض .. ولا سماء وسموات‘‘

’’ليس معنى ذلك أن نضع حدا فاصلا بين العلم والدين .. لأن أعمق أنواع العبادات هي ما جاءت عن طريق التأمل والتفكير‘‘

’’وأساس الدين أيضا معرفة تؤدي إلى إيمان تتفاوت درجته بدرجة المعرفة .. وكلاهما لا يتأتى إلا بالتطلع إلى جلال الله من خلال مخلوقاته -حية وميتة- فالذي يتطلع أكثر ، هو الذي يرى أعمق ، وهو الذي يؤمن أكثر ، وهنا تكون عبادته أرقى أنواع العبادات ، لأنها تأسست على فكرة أصيل ، وليس على ترديد دعوات أو تسبيحات يتحرك بها اللسان ، وتجري بها الأصابع .. وما أكثر ما ورد في القرآن الكريم ليحض على التأمل والبحث والتفكير

{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}

{إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}

{إن في ذلك لآيات لأولي الألباب}

{.. ويتفكرون في خلق السماوات والأرض..}‘‘


-----------------------------------------------------

* إن النبات يسبح .. كل شيء يسبح الله عز وجل لكننا لا نفقه تسبيحهم .. الله أعلم بصحه هذه الإكتشافات على غرار المثل بالأعلى .. لا أقول بتكذيبها إنما "الشك حتى اليقين" .. وحتى لو كان ذلك يقينا فهي ليست خبر الموسم .. إنما مجرد خبر يزيدنا يقينا ونتركه فلا يأخذ منا إلا ثانتين لقول سبحان الله بلسان وقلب أيقن قبل أن يصل له هذا الخبر أو الاكتشاف بأنه وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم .. هذا هو الصحيح (عد للتدوينة)


التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

هناك 5 تعليقات:

  1. موضوع ظريف وشيق، وأظن أيضاً أني متفق معك في وجهة النظر

    ردحذف
  2. ولا انا بحب هذا الربط

    جزاك الله خيرا

    تصلى بالسلامة ان شاء الله

    ردحذف
  3. لطفاً .. رايك يهمني في هذه التدوينة

    http://kabasisapharmacist.blogspot.com/2008/08/blog-post.html

    ردحذف
  4. ليس معنى ذلك أن نضع حدا فاصلا بين العلم والدين
    --------------------------------
    {‏إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ‏}
    والله انا فعلا بستغرب للى بيقول افصلوا الدين ازاى وربنا قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالكل يتمحور حول الدين وزى ما انت قلت الناس اللى بيفصلوا الايات ليدلوا على عظمة القران ده اكيد خطأ لكن ان العلم يثبت مع مرور الزمن اكتشافات تثبت عظمة القران الكريم واعجازه لها والعديد من العلماء اسلموا بسبب مثل هذا
    وقالها دكتور زغلول النجار ان كلما تقدم العلم اكتشفوا اعجاز اخر لنفس الاية من القران واصبح هناك اكثر من اعجاز علمى وجميعهم يطابقون الاية فده لوحده اعجاز ولكل زمان كان هناك اعجاز للاية الكريمة امن بها اهلها ليكون القران الكريم معجزة كل عصر وزمن حتى تقوم الساعة لكن ان يتخذ هذا للتأويل من من يعلم ومن لا يعلم ويتدخل المستشرقون فلا

    ردحذف
  5. بس لا تنسى ان الدين مربوط منذ انزل بالاكتشافات...احنا لسة بنكتشف حاجات ..ذكرها القرآن منذ انزل..حتى الوانع والمحرمات توهم العلماء يكتشفو اضرارها..لا يجب فصل القرآن عن الظواهر والاكتشافات أما ومن يحرف ويفهم الموضوع من زاوية اخرى..فهذا ليس عيبا فى الربط بين الاثنين..تحياتى ليكى..

    ردحذف

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي