2008/12/23

«جزمة صغيرة»كشفت«بلاوى كبيرة»

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من بين أطنان المقالات التي تكلمت عن حادثة الحذاء .. من بين مؤيد ومعارض .. من بين من يعتبر ما حدث من الزيدي عار ومن يعتبره بطولة .. وجدت هذا المقال منصفا إلى حد كبير .. وقد حددت أهم عبارات المقال باللون الأحمر .. والتي في نفس الوقت أتفق معها أشد الإتفاق .. فلنقرأ معا .. ولدي تعليق آخر المقال


بقلم مجدى الجلاد ١٩/ ١٢/ ٢٠٠٨


الأشياء الصغيرة تكشف أحياناً أموراً كبيرة.. و«جزمة» الصحفى العراقى منتظر الزيدى «فضحت» كل شىء.. ومنذ لحظة انطلاقها نحو وجه الرئيس الأمريكى جورج بوش وأنا أحاول قراءة وتحليل مواقف وردود فعل كل طرف.. ولم يكن صعباً أن أدرك أن «الجزمة» الصغيرة رغم مقاسها الكبير «٤٤» رسمت صوراً شديدة الوضوح للشعب العراقى ونظيره الأمريكى، والأهم من ذلك الشعوب العربية بجميع أطيافها وألوانها الاجتماعية والفكرية والسياسية.


خسر الرئيس بوش أم كسب.. ليس مهماً.. فالرجل سوف يذهب خلال أيام إلى حيث لا رجعة.. وهو يعرف أكثر منى ومنك أنه الأسوأ والأفشل فى البيت الأبيض بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.. ولكنه يؤمن بأن ما فعله ليس فى صالح الشعب الأمريكى، وإنما استجابة للتيار اليمينى المتشدد فى العالم كله.. هو يدرك أن مهمته فى مقعد الرئاسة كانت دينية وليست سياسية، وبالتالى فإن «الجزمة» جاءته من رجل مسلم متشدد فى إطار «الحرب الصليبية» التى زل بها لسانه بعد تفجيرات ١١ سبتمبر.. والرب سيدخله الجنة، لأنه وقف فى وجه المسلمين، وقتل منهم مئات الآلاف فى العراق وأفغانستان.. ولتكن «الجزمة» ابتلاءً إلهياً واختباراً ربانياً لمدى صلابة إيمانه العميق.


بوش ليس هو المسألة.. الزيدى فعلها فى وجه رجل يراه - مثلى ومثلك - جاء غازياً ومحتلاً لبلاده، وقذفه بـ«جزمة» أو طلقة رصاص أو قنبلة، سواء.. المهم أن يفرغ شحنة الغضب، التى تشعل داخله ناراً على نار.. وكلنا فى هذه النار.. ولكن «الزيدى» أكثر شجاعة منى ومنك.. ألقى بكلمته، وهو يعرف أن حياته ربما تنتهى بسيف القسوة التاريخية للعراقيين، ورغم أنه أخطأ الهدف، فهو قطعاً يشعر الآن بالرضا عما فعله.. والدليل أنه كتب وصيته لأسرته، وكأنه يقدم على عملية استشهادية فى وجه الغزاة.الزيدى تصالح مع نفسه، رأى منكراً فأبى أن يكون ضعيف الإيمان.. تجاوز مرحلة «القلب» وقاوم المنكر بيده..


المسألة الكبرى هى «نحن».. العرب والمسلمين فى كل مكان.. نكره بوش كراهية التحريم.. ونحب الزيدى وكل من تخطى مقاومة المنكر بـ«القلب».. ومع ذلك لا تتحرك قلوبنا فى مواجهة أى منكر، سواء فى الداخل أو الخارج.. لذا فقد أقمنا أفراحنا بالزغاريد والهتافات دون أن نقدم للزيدى ومن مثله شيئاً، أو نقذف فى وجه بوش وأمثاله بـ«فردة شبشب» قديمة!


كشفنا الزيدى بفعلته هذه.. وفضحتنا «الجزمة» أكثر مما أهانت بوش.. وقفنا أمام الكاميرات والميكروفونات نمارس هواية احترفناها بنجاح عظيم.. الله يا زيدى.. تسلم إيدك.. بطل يا واد.. جزمتك هزمت أمريكا.. الله يرحمك ويغفر لك.. هتروح شهيد فداءً لكل عربى ومسلم.. بوش اتهزم يا رجالة.. يارب يطلع كل يوم ألف زيدى..

لم يسأل أحدنا نفسه من أى رحم سيولد الألف زيدى.. من رحم العجز والخنوع.. أم من رحم الفيديو كليب ورنات الموبايل.. هل بداخلى وداخلك «ربع زيدى»، أم أن هذا الرجل شاذ بين أمة أفسدها الهوى، واستثناء فى أوطان تستعذب وجع الضحية؟!

التحليل النفسى للعرب فى واقعة «الجزمة» يؤكد أن أفراحنا تجسد عجزنا..


وأن هتافات التأييد تكشف حالة «خرس» مزمنة..


وأن تصفيق الأيدى تعبير عن «شلل» نفس الأيدى..


وأن «الجزمة» لم تقذف فى وجه بوش وحده، وإنما فى وجوه كل العرب..

لا تغضبوا فأنا واحد منكم، و«الجزمة» أصابتنى مثلما أصابتكم!


وحدها «الجزمة» كسبت فى هذه الواقعة.. فقد باتت تذكاراً لوحشية أمريكا.. وعجز العرب!

رابط المقال الأصلي المنشور في جريدة المصري اليوم



****

إنتهى مقال أ/مجدي .. منصف كما قلت أليس كذلك ؟


طبيعي أن تأخذ هذه المسألة جانبا من الإهتمام والأضواء .. لكن للأسف الشديد .. للأسف المخزي .. للأسف المحبط تحول كالعادة هذا الموقف إلى "مولد" و "فرح" و"عملنا من الحبة قبة" .. وإنتشرت النكات (وصلتني أكتر من 70 نكتة على الايميل) والفيديوهات الساخرة والألعاب السخيفة السخيفة السخيفة .. تبا لها من ردة فعل .. فعلنا كل شيء هازل تقريبا .. أم أقول .. "قلنا" كل شيء تقريبا .. لكننا لم نتحرك من مكاننا قيد أنملة ..

أما مواقفنا الجادة .. فهي ولله الحمد نزاعات وخلافات فكرية بين من يعتبر الموقف عارا ومن يعتبره بطولة ..


إن موقف كهذا جدير بأن يوقظ نفوس غافلة .. ويحرك ضمائر ساكنة .. ويشعل فتيل الهمم .. يشعل فتيل الحرية الذي غمس سنوات في ماء الذل

ما زال الوقت مبكرا في نظري للكشف عن نتائج هذا الموقف في نفوسنا .. إنما ....

هناك تساؤل ملح يطرق رأسي كلما حواها الأمل من نتائج موقف الزيدي في نفوس العرب ..

هل يختلف رد فعل أمتنا تجاه كل ما نعانيه وكل ما نحن فيه بعد موقف الزيدي عن موقفها عندما رأت استشهاد إيمان حجو و الشيخ أحمد ياسين ومحمد الدرة وراشيل كوري والخطاب وغيرهم غيرهم العديد العديد من الشهداء والأبطال الذين عرفنا قلة منهم فقط في كل مكان من الوطن الإسلامي!


هل تختلف ردة فعل شعوبنا المسلمة بعد موقف الحذاء عن ردة فعلها بعد كل ما سمعته من مصائب ما يحدث للمسلمين في جنوب أفريقيا (كالصومال والسودان والنيجر) من التنصير واشعال الحروب الأهلية وما حدث لأفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وما حدث في العراق وفلسطين!


والله كوارث كوارث لا ندري عنها شيئا فضلا عن أن نهتم .


ولماذا نذهب بعيدا .. نحن نعاني خلال أحداث يومنا العادي معاناة لن أتحدث عنها فكل من يقرأ الآن يعرف عنها أفضل مني..


فهل يختلف موقفنا .. هل نتحرك .. هل ينطبق مثل : "يوضع سره في أضعف خلقه" على موقف صغير/كبير كموقف الزيدي فيغير فينا ما لم تغيره كل تلك الأحداث الجليلة والمواقف البطولية خلال عقود مضت ؟!


تهمني آراؤكم بشدة على هذا المقال .. سواء بالتعليقات أو بافراد تدوينة خاصة في مدوناتكم عن هذا الموضوع .. وجزاكم الله خيرا




التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

هناك 9 تعليقات:

  1. والله يا مها كلام مظبوط ، مع إني مش بميل أوي للأستاذ مجدي الجلاد دا ، وبحس إنه راجل مش بتاع موقف ولا فكر..

    بس عامة المقال مزبوط .. وكنت عايز أكتب عن الموضوع بس تقريبا لقيت كل الناس قالت اللي كنت عايز أقوله


    وياريت نتغير بقى عشان الواحد زهق فعلا!

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة
    الله تعالى وبركاته
    نحن امة لن تتغير عما اصبحت عليه الان وإن تغيرت فللاسوء وللاسف الشديد!!!!
    وكما قال الاستاذ مجدى اشادنا وهللنا
    وراينا من يضع اللعبة ويفرح بها !!!
    ولكن هل لاحد مناالشجاعة ليفعل مثل الزيدى ؟وهل ستغيرنا فعلته؟
    لا اعتقد !!!!
    مقالةممتازة وإضافة لكى ممتازة ايضا.

    ردحذف
  3. المقال منصف فعلا
    ووضح بشدة كل الجوانب السلبية اللي عندنا
    واللي بنبرزها اوي في ردود أفعالنا اللي بتظهر مننا واحنا مش واخدين بالنا وفاكرين اننا بنعمل الصح

    ربنا يصلح حالنا ويرزقنا التغيير للأصلح
    عندي شبه يقين ان اللي هيصلح الأمة دي حد مش منها
    حد هيكون من غير العرب
    من المسلمين اللي بيعتنقوا الدين ده عن اقتناع وحب وفهم وعلم
    مش مجرد مسلم اتولد لقى نفسه مسلم بالوراثة

    ردحذف
  4. --
    شكرا على معلومة "طبية"ـ
    جزاك الله خيرا

    ردحذف
  5. ثقافة الهزيمة والخوف متغلل فينا وكأننا رضعناه فى الصغر وتربينا عليه فى الصبا واكلناه فى الشباب فماذا تنتظرى منا فى الكبر

    ردحذف
  6. مقال جيد..
    نحن لا نتقن في الفنون إلا النواح والصخب

    ردحذف
  7. أ/عمرو

    بغض النظر عن الكاتب .. فأنا أنتهج "محتوى لا مصدر"

    مرحبا بعودتك مجددا للتعقيب في مدونتي

    نورا

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    كلامك صحيح تماما :)

    شكرا تواجدك وتعقيبك :)

    أ/محمود :

    لله درك .. أحسنت القول والتخمين .. وأنا كذلك أظن أن نقطة التغيير لن تأتي إلا برجل يؤمن حقا بهذا الدين .. سواء كان ممن اسلموا حديثا أو أنه تربى على الإسلام الصحيح ولم يكتف بأنه مسلم بل سعى للإيمان

    جزاك الله خيرا ..

    ردحذف
  8. الطائر الحزين

    مقولة من شب على شيء شاب عليه هذه ليست صحيحه تماما

    بيد كل منا أن يغير من نفسه .. ويؤكد ذلك القرآن والتاريخ

    تابعني في تدوينتي الجديدة عن الاختيارات ففيها تفاصيل أكثر حول ردي هذا

    أ/وضاح

    بل نتقن ولكننا أهملناها ونسيناها أو تناسيناها فصدئت

    ردحذف
  9. بل نتقن ولكننا أهملناها ونسيناها أو تناسيناها فصدئت

    ردك يدل على صدق مقولتي
    نحن نسينا ما تعلمناه وما علمناه لغيرنا, ولم نعد نحسن أو نفعل أي شيء, إلا الصياح, والصخب والتصفيق

    يا الله.. والله لقد تأخرت نفوسنا كثيرا
    كم أصبحت أتألم على أحوالنا وما يحدث لنا, أو ربما أنا مريض, او مذنب.. مظلوم وظالم, أو داعية وعاصي

    لا حول ولا قوة إلا بالله
    صبرنا الله على الحياة

    ردحذف

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي