2009/10/16

أصمت أفضل ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالتأكيد مر على كل منا في حياته لحظة فكر فيها بالآتي :

((المشكلة لم تعد فى الكتابة ..
انا اكتب و انت و غيرى و غيرك الكثير .. ولكن من يقرا و ان قرأ كم ممن قرأ وعى و فهم .. و كم ممن فهم عمل؟؟؟؟))

سمعت التساؤل .. وطرحته على نفسي .. وأجبت

بل هناك من يقرأ .. ومن لم يقرأ اليوم سيقرأ غدا

وليس المهم أن يفهم الكلام ويعيه ألف أو ألفين .. يكفي عشرة .. او واحد ..

وفأن قيادة جيش كامل لا تحتاج إلا واحدا .. أو بضع رجال ..

وأنه بالرغم من أن صلاح الدين بالتأكيد لم يحرر القدس وحده إلا أن بذله للاسباب و إرادته وقوة شخصيته وقبلها أولا وأخيرا توفيق الله عز وجل هي ما جعلت اسمه وحده يقترن بتحرير القدس

نعم نحن نهاجم الكلمة التي لا تقدم ولا تؤخر .. فضول الكلام .. الكلام التافه الذي ليس له معنى ..

نحارب القول دون الفعل ..

لكن من قال أن الكلام كله شر .. بل الكلمة سلاح وسلاح قوي .. الكلمة ترفعك إلى سابع سماء أو تهبط بك إلى سابع أرض ..

وقد كانت مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث شريفة تهدف لتربية أجيال هم الصحابة الذين حملوا لواء هذا الدين وهم الذين خرجوا بعدها للجهاد وانتصروا بفضل الله

تذكر أن كلمات خرجت من نفس واثقة بالله ومن عقل عرف الحق من تشربه لآيات الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :

((يا قوم، والله إن التي تكرهون هي التي خرجتم تطلبون، إنها الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور (نصر) وإما شهادة.))

هي التي ثبتت بفضل الله جيشا كاملا

وأن جهاد القلم -لمن يملكون موهبة القلم وقوته- هو نوع من أنواع الجهاد باللسان .. وهو درجة من درجات الإيمان :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

(مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ . )

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وإن للصمت مكان أيضا لكني لا أظن أن وقت ذلك قد حان بعد


***

ملحق بالتدوينة
مصطلح منقرض : المروءة



حقيقة المروءة اتصاف النفس بصفات الكمال الإنساني التي فارق بها الحيوان البهيم، والشيطان الرجيم، إنها غلبة العقل للشهوة،


وحدُّ المروءة: استعمال ما يُجمل العبد ويزينه، وترك ما يدنسه ويشينه، سواءٌ تعلق ذلك به وحده، أو تعداه إلى غيره.

قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين:

كمال المروءة: الفقه في الدين،

والصبر على النوائب،

وحسن تدبير المعيشة.

وقال ميمون بن ميمون: أول المروءة: طلاقة الوجه،

والثاني: التودُّد،

والثالث: قضاء الحوائج .


قال بعض السلف:

خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركّب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم.

وإن أعظم دواعي المروءة : علو الهمة.وشرف النفس.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها .

وقال عمر رضي الله عنه: "لا تصغرن هممكم؛ فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمة .

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ

قال الشعبي: "تعامَل الناسُ بالدِّين زمانًا طويلاً، حتى ذهب الدينُ،

ثم تعاشروا بالمروءة حتى ذهبت المروءة،

ثم تعاشروا بالحياء، ثم تعاشروا بالرغبة والرهبة،

وأظنُّه سيأتي بعد ذلك ما هو شرٌّ منه".




التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    معاكى حق والله : فعلا ان للكلمة لسحر اشد من السحر، ولربما كانت انفع من السيف احيانا .
    والحديث النبوى يوضح لنا اهمية وخطورة الكلمة فى نفس الوقت ، حيث قال الرسول الكريم فيما معناه ( ان احدكم ليتفوه بالكلمة ، لا يلقى لها بالا فيقذف بها فى نار جهنم سبعين خريفا)
    المهم ان نتقى الله فيما نكتب وليس المهم ان يقرأه احد الان فالانسان يموت والكلمة تعيش فكرة فى العقول فلربما كتب احدنا كلمة الان باخلاص لا يريد بها الا وجه الله، وبعد عشرات السنين كانت سببا فى هداية احدهم باذن الله ( هذا تقدير الرحمن) .
    اما بالنسبة للمروءة فجزاكى الله اختى فلقد اوفيتى استوفيتى:
    بارك الله فيكى واعزك زنفع بك دوما باذن الله .

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيرا على التعليق والدعاء الطيب :)

    ردحذف

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى

بحث في فتاتٌ من كلام

Maha's favorite quotes


"إن لمعركة الخبز ضجيجاً يصم الأسماع , والشعوب العابدة لرغيفها سوف تموت دونه , وعلينا أن نوقظ الهمم إلى المعركة الأقسى , معركة الأرض والعرض , معركة الأرض والسماء , معركة الإسلام الذي يترنح من الضربات على كيانه الجلد !!!"— محمد الغزالي