<h3><center><u>جاسوس القلوب</h3></center></u>

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

 كنت أسمع الأغاني لوقت قريب .. حتى 5 سنوات مضت .. والحمد لله توقفت عن سماعها بعد بحث واقتناع .. وبعد معاناة حقيقية مع تركها لأني كنت شبة مدمنة لها طول اليوم ولدي أغان وموسيقى مفضلة ولا أمل من سماعها

وكنت في ذات الوقت أسمع القرآن وأحبه وأحب الأغاني ولا أجد أي مشكلة في حب الاثنين ..

لكن .. كنت أنشغل بالأغاني شيئا فشيئا عن القرآن .. وبدلا من أن أتفكر في الآيات أثناء الطبخ مثلا أو السير لمكان ما أو الجلوس في قاعة إنتظار أو غيره كانت تتردد الاغاني في عقلي في كل وقت

بدلا من الأذكار المفروض أن تقال عند أعمال كثيرة في يومنا .. الأغاني هي التي تستولي على الفكر واللسان

عندما أدركت هذه النقطة صرت أكثر وعيا ولكني لم أترك الأغاني .. فقط أصبحت أكثر اهتماما بالذكر

كنت أظن وقتها أنني أحس بحلاوة القرآن .. لكني الآن بعد أن ابتعدت عن سماع الغناء لسنوات وتوجهت للقرآن .. علمت أنني لم أحس بحلاوته ...

منذ وقت قريب كنت أحفظ سورة وأقرأ تفسيرها على الانترنت حين شاهدت صفحة ويب عليها كلمات أغنية حديثة .. يااااه كم وجدت أن كلامها تافها ركيكا ولم استطع أكمال قراءة الكلمات .. اشتقت فورا لكلام الرحمن وازددت حبا وتعظيما له ......

عندما كنت أبحث عن حكم الغناء لكي أفهم هل هو حرام فعلا أم مختلف عليه .. كانت الفقرة التي تتكرر كدليل على حرمانية الغناء هي تفسير ابن مسعود للآية {مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ } الذي يقسم فيه ابن مسعود رضي الله عنه أنه الغناء ..

عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ). فقال عبد الله بن مسعود: الغناء والله الذي لا إله إلا هو. يرددها ثلاث مرات

طبعا أعرف أن ابن مسعود صحابي جليل .. لكن هناك فرق شاسع أن أعرف أنه "صحابي جليل" وأن أقرأ سيرته وأعرف مدى علمه وقدره بين الصحابة وعلاقته العجيبة بالقرآن

وقتها اختلف وقع هذا الدليل في نفسي .. بالتأكيد زادت قوة الدليل وازدادت ثقتي به 

وعندما قرأت ذم الصحابة والتابعين والصالحين من بعدهم في الغناء كنت أسير في قرار تركه بعزم أكبر

قال ابن القيم ـ رحمه الله (وهو من الصالحين الذين أحب أن أقرأ لهم للغاية)

الغناء هو جاسوس القلوب وسارق المروءة ، وسُوس العقل

يتغلغل في مكامن القلوب ، ويدب إلى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة

فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القران

فإذا سمع الغناء ومال إليه

نقص عقله

وقل حياؤه

وذهب مروءته

وفارقه بهاؤه

وتخلى عنه وقاره

وفرح به شيطانه

وشكا إلى الله إيمانه

وثقل عليه قرآنه

الحمد لله الحمد لله كنت خائفة ألا أستطيع تركه .. ألا استطيع الثبات على تركه .. لكن الحمد لله ربي الموفق والمعين ومع التوكل عليه تهووون الأمور بشكل عجيب

وعندما سمعت قصصا عن سوء الخاتمة .. أناس يحتضرون يلقنون الشهادة فينطلق لسانهم بالغناء

وتفكرت .. وعرفت أن أقل حكم للغناء أنه شبهة .. وتذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن من تجنب الشبهات فقد استبرأ لدينه .. هل أستطيع يوم القيامة حمل كل هذه الذنوب من باب الأغاني فقط ؟؟؟!!! .. هذه معصية أستطيع التوقف عنها .. استطيع مجاهدتها وأحول نفسي وأشغلها عنها بأشياء أفضل .. ألا تكفيني ذنوبي من معاص اخرى قد أعلمها وقد لا أعلمها .. ألا أحب الجنة وموسيقاها ؟؟

وتحدثني أمي أن هذا شجر الجنة تحركه أنسامها فيسمع أهلها صوتا أجمل من أصوات الدنيا مجتمعة

ألا أشتاق للجنة وموسيقاها ؟؟

بل أشتاق للجنة

متعلقات :


1. إن كنت جادا وإن كنتِ جادة في البحث عن حكم الغناء والموسيقى فاقرأ هذا الموضوع في موقع طريق الإسلام .. ثم ابحث وابحثي بعدها عما شئت من ردود على ما قرأت .. أي اقرأ كلا الرأيين الذي يقول بإباحتها ومن يقول بحرمتها .. واستعن بالله واخلص النية وتساءل بصدق وليس للوصول لإجابة معينة في نفسك ..


2. يختلف استقبال المعلومة أو النصيحة أو الرأي حين تعرف من يقوله لك .. من هو ابن مسعود رضي الله عنه الذي أقسم بأنه ما جاء في الآية هو الغناء ؟ ومن هو ابن القيم الذي ذم الغناء أشد الذم ؟ اعرفوا عنهما -وعن كل من تقرأون له رأيا- وسيكون للكلام بعدها وقع آخر