من كل بستان زهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذُكرت أمامي عبارة (هي الملونة بالأحمر في التدوينة) لابن الجوزي رحمه الله .. أسمع باسمه لكن لم أتوقف عنده قبلا .. لكن عندما سمعت العبارة نويت أن أعود لأبحث عن ترجمة له .. بعدها قررت أن أسوق ملخصا مما علمته لكم ..

هاهو ابن الجوزي عليه رحمة الله الذي لطالما جاهد نيته تحلُ به سكرات الموت، فيشتد بكاؤه ونحيبه، فيقول جُلاسه:

يا إمام! أحسن الظن بالله، ألست من فعلت، ومن فعلت؟

قال:

والله ما أخشى إلا قول الله: (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا )[الزمر:47-48]

أخشى أن أكون فرطت وخلطت ونافقت، فيبدو لي الآن ما لم أكن أحتسب، وتبدو لي سيئات ما كسبت،

ويقول :

ولكم اشتد خوفي بنظري إلى تقصيري وزللي، لقد جلست يوماً واعظاً فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف، ما منهم من أحد إلا رقَّ قلبه، أو دمعت عينُه،

قال: فقلت في نفسي: كيف بك يا بن الجوزي ! إن نجا هؤلاء وهلكت؟ كيف بك يا بن الجوزي ! إن نجا هؤلاء وهلكت؟

ثم صاح:

إلهي

ومولاي

وسيدي

إن عذبتني غداً فلا تخبرهم بعذابي، لئلا يُقال عذب الله من دعا إليه، عذب الله من دل عليه،

إلهي -وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين- لا تخيب من علق أمله ورجاءه بك،

وخضع لسلطانك،

دعا عبادك إلى دينك ولم يكن أهلاً لولوج باب رحمتك،

لكنه طامع في سعة جودك ورحمتك، أنت أهل الجود والكرم.

*******

رحمه الله .. العبارة أسرتني

لماذا ؟

لأنه وجد نفسه في موضع نعمة كبيرة من الله .. وأنه أثّر في الناس .. وأكاد أجزم أنه عندما قال هذه العبارة المزلزلة :

كيف بك يا بن الجوزي ! إن نجا هؤلاء وهلكت؟

زاجرا نفسه قبل أن تبدأ عملها مع الشيطان لكي يدفع عنه مداخل الكبر والغرور ، وإنما قالها صادقا وعن خوف حقيقي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا

ابن الجوزي فقيه ، حنبلي ، حافظ ، مفسر ، واعظ ، مؤرخ ، أديب ، ولد في بغداد ، وبرز في عدد من العلوم والفنون وله مؤلفات عديدة.

وقد اقتبست من أحد كتبه في مدونتي الأخرى اقتباسا هنا

رحمك الله يا ابن الجوزي .. ابحثوا عن سيرة حياته واقرأوها .. لقد اقتطفت لكم منها زهرة .. البستان مازال به من الأزهار ما يستحق البحث عنها

***

كنت أتحدث مع أختي سلمى منذ أسابيع قليلة أني أحلم بأن يوجد جهاز أستطيع به قراءة الكتب الإلكترونية التي لدي على الجهاز .. بحيث يكون القارئ الإلكتروني محمولا .. عبارة عن شاشة بحجم مناسب .. ليس بالصغير بحيث يعرض على الأقل صفحة كاملة .. وليس بالكبير بحيث يأخذ حيزا ويصعب حملة في كل مكان .. ولم يكن لدي فكرة أنهم بالفعل يعملون على فكرة كهذه سبحان الله !

فأثناء قراءتي لجريدة القبس اليوم وجدت مقالة كاملة تتحدث عن هذا الأمر .. ولكم أن تتصوروا سعادتي .. بالمناسبة .. السعادة لأن الإختراع قد وُجد الحمد لله .. الآن أقوم باعلان هام ------->> اتبرع ولو بجنيه :D

*****

العزيزة جدا مناجاة عرفتني بالعزيزة رينا ويبدو أنها إن شاء الله فاتحة خير لأخوة جميلة في الله فوجب الشكر العلني مع قليل من الحسد (الحلاااال) لمناجاة لأنها بتعرف أخوات في الله ببعض والحسنات بترف عليها وهي قاعدة في البيت

***

منذ أيام ربما أسبوع مرت على الكويت عاصفة عجيبة .. ريح شديدة تحمل أطنانا من التراب .. لها صوت غريب ..بعد الريح بدأ مطر غزير لم نشهده طوال الشتاء الماضي .. ونزل معه (بَرَد) وهو ثلج شفاف .. لم تدم العاصفة طويلا إنما اقرأوا عن الدمار الذي تركته هنا وهناك .. لا شك في ذلك .. إنه إنذار

أسمع كثيرا هذه الأيام عن أحوال البلد بأنها تسوء على عدة أصعدة .. حدثت أكثر من صديقة لي في الكلية عن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيف أنه باب نجاة هام للغاية .. لكن الخوف والتردد كان السمة العامة لرد الفعل تجاه حديثي

إذا كان هذا رد فعل الشريحة المتدينة تجاه ما يرونه من معاص وحتى التخريب الذي ينال أجزاء من مجتمعنا (يعني لا أتحدث فقط عن العبادات والأخلاق .. إنما حتى السياسة والإقتصاد والمعاملات والبيئة) .. المرور دون تغيير كل هذا .. فعلى الدنيا السلام !

هكذا نمر في كليتنا بمئات المعاصي في الدقيقة .. من أصغرها لأكبرها (وكمثال على أكبرها المتصابيات وهي أرقى لفظة أستخدمها لوصفهم .. منكر عظيم بين مجتمعنا الإسلامي) الكل يمر بهم دون أن يتغير وجهه حتى

اللهم سلم سلم

****

خبر آخر في الجريدة .. (الأهل أكثر قسوة مع أولادهم البكر) .. بدون تعليق :D

ومقالة في نفس العدد بعنوان (العربية أم مفجوعة.. وشكوى صادقة) .. تحية كبيرة إلى كاتبها

مـتـعـلـقـات :

ابن الجوزي في موقع إسلام أونلاين

ترجمة ابن الجوزي في مجلة الجامعة الإسلامية

كتب ابن الجوزي في مكتبة صيد الفوائد

كتب ابن الجوزي في مكتبة مشكاة

Kindle: Amazon's New Wireless Reading Device شوفوا الصور والفيديو .. حاجة تفرس .. أنا عايزة البتاع ده بقى مليش دعوة

التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله