أخرج المارد من داخلك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما أصل إلى آخر سورة الكهف .. إلى الآية 103 ، 104

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) }

أتسائل في خوف .. هل هناك من المعاصي الخفية التي أعملها .. ما يحبط عملي دون أن أشعر ؟!

***

ملحوظة ذهنية :

1. النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد

2. الجهل بالحكم الشرعي ليس عذرا -على الأقل على الفاضي والمليان - لأن العلم الشرعي متوفر الآن لن أقول في كل مكان .. بل في كل بيت .. وبأسهل الطرق

***


NLP في أحد المنتديات .. وفي أحد مواضيعها .. قرأت فقرة تتحدث على علم البرمجة اللغوية العصبية

الفقرة تتحدث على أن العلم به شبهة شرعية وأنه مدخل خطير للشيطان

ساعتها أنا كنت بحضر محاضرات حول العلم ده ومعجبة بيه جدا وحاسة إنه مفيد وعلم ذو ثقل

فلما قريت الموضوع استغربت وأصدقكم القول أنا فكرت إن الكلام فيه تشدد هو صحيح العلم الأساسي زي ما جه من الغرب أكيد حيكون فيه مشكلة .. بس الحمد لله إحنا أخدناه وطبقناه مع مراعاة التعاليم الإسلامية

ولم ألق بالا للفقرة .. ولم أبحث في الموضوع .. وإن كنت أيضا لم أتعمق بعدها في هذا العلم لانشغالي سبحان الله

اليوم .. سمعت وفهمت (لماذا تبدو لهجتي كمن أصابته خيااانة .. ما علينا قليلا من الدراما لا يضر)

علام يدور علم الإن إل بي ؟


***


هل تشعر بقلق دائم ؟!
هل تشعر في الاكتئاب المزمن ؟!
هل تشعر بأن الملل حليفك الوحيد ؟!
وهل الفشل مصاحبك في كل مكان ؟
وهل تشعر بالإحباط واليأس ؟!
هل تشعر بالعزلة والغربة والفراغ ؟!
هل خانك الأهل والأصدقاء والأحباب ؟!
وهل تبحث عن عمل دون أي جدوا ؟!
وهل الفقر هي أول صفاتك ؟!
والآن لكم الوصفة السحرية بالتفصيل

أنا قوي وأتمتع بصحة ممتازة
أنا أثق في نفسي وبقدرتي على النجاح
أنا إنسان ممتاز

***

قــــــــــف

أين أنت من الدعاء الذي علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم


يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين


جاء حصين إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم فقال : يا محمد , ما تأمرني أن أقول ؟ قال : تقول : اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأسألك أن تعزم لي على أرشد أمري , قال : ثم إن حصينا أسلم بعد ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني كنت سألتك المرة الأولى , وإني الآن أقول : ما تأمرني ؟ قال : قل : اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما تعمدت وما جهلت وما علمت } .


ولماذا كانت (لا حول ولا قوة إلا بالله ) كنزا من كنوز الجنة .. أليس لأنها تنفي أي حول عن المعصية وأي قوة في أداء الطاعة غير أن تكون من الله


أتعرفون عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! عمر الذي يحكى عنه الحسن البصرى يقول : كأنما يأتى الأسلام يوم القيامه مجسدا يتصفح وجوه الناس يقول يارب هذا نصرى يارب هذا خذلنى و يأتى ألى عمر بن الخطاب فيأخذ بيه و يقول يا ربى كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل


عن أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن جامع بن شداد عن أبيه قال كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال اللهم إني شديد فليني وإني ضعيف فقوني وإني بخيل فسخني



***

ملحوظة ذهنية :
حدث حادث لمحمد بن سيرين فقال :
هذا بذنب أذنبته منذ أربعين سنة ، قلت لرجل : يا مفلس
فذكر ذلك لأبي سليمان فقال :
قلت ذنوبهم فعرفوا من أين أوتوا ، وكثرت ذنوبنا فلم نعرف من أين نؤتى

***

تعلمون أني أدرس في كليتي صباحا .. وفي دار للعلوم الشرعية مساء ..هنا اكتشفت حاجة .. صار لدي نوعا من الضغط مما ولد شيئا من الإستهانة بالعلم والإستذكار .. فلا أستذكر دروسي إلا قبل الإمتحان بساعة أو اثنتين .. و لا أخفيكم سرا ولا أفخر بأني أبرر لنفسي بأني
"قدها إن شاء الله "
و أساسا
"المادة سهلة ومش محتاجة الدح يعني "
وأصلا
"أنا مضغوطة وطول النهار من محاضرة لمحاضرة ومن حصة لحصة "

نعم وصلت للنقطة الخطيرة ..

الأسوأ من ذلك أن صديقاتي يعرفن بما أفعل .. فادركت حجم المصيبة كاملة.. ماذا لو كنت سببا في إستهانة إحداهن بالدراسة ؟! على أساس إني ولله الحمد -وقد يكون إبتلاء من الله- درجاتي تظل في حدود المعقول وقد أحصل درجات عالية أحيانا ، فتنخدع إحدى زميلاتي بهذا .. مصيبة وأي مصيبة

***

وفقني الله لإدراك هذا كله عن طريقين .. كلمة ألقتها إحدى الداعيات عن الإن إل بي في حلقة ذكر .. والثاني عن طريق قرآءة درس رائع للغاية بعنوان (قلب طالب العلم) من موقع شبكة مسلمات

***

دوري الآن في تطبيق ما أدركت بفضل الله في حياتي واستدراك الزلل .. ادعو لي .. لأن أمامي طريقين .. إما المزيد من الضغط والإستذكار .. أو ترك دار القرآن للعلوم الشرعية حتى أستطيع تلقي العلم فيه بشكل أفضل ، وإيصال هذه الفكرة للآخرين من باب التنبيه ودفع الغفلة وحب الخير للآخرين كما أحبه لنفسي ..

***

لطيفة (بمناسبة حبط العمل):

كثيرا ما يرد في القرآن لفظ (حبط) وأصل الحبوط هو إنتفاخ بطن الدابة حين تأكل نوعا ساما من الكلأ ثم تلقى حتفها ، وهذا اللفظ أنسب شيء لوصف الأعمال فإنها تنتفخ وأصحابها يظنونها صالحة ناجحة رابحة ثم تنتهي إلى البوار

صفوة التفاسير
محمد علي الصابوني
تفسير سورة الكهف


***

ملحوظة أخيرة لا بد منها : ليس معنى الكلام السابق ألا يثق الإنسان في قدراته ومواهبه .. بل يتغاضى عنها ويلتصق بما هو أفضل منها .. التوكل على الله ونسب القوة والمنعة والحول له سبحانه .. ويرسخ في ذهنه أن قوته لم تكن إلا بالله ومع الله