خاطرة من أعلى

بسم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

ده موضوع نزلته أختي العزيزة سلمى في منتدى كل الطلبة من فترة وكان متميز جدا

ولسه الناهرده باتكلم مع والدتي عن المكان اللى ذكرته سلمى في خاطرتها .. ففتكرته وقلت أنزله .. بجد يعني سلمى أبدعت فيه .. ربنا يبارك فيها لنا يا رب

بسم الله الرحمن الرحيم

من أفضل الأماكن بالنسبة لي في مصر ... ومن الاشياء التي أتذكرها من مصر.. ولي فيها ذكريات كثيرة وليس معي فحسب ! بل مع أمي وخالي وأعمامي وعماتي !!

بلكونة بيت جدتي في المهندسين في الدور الثالث.

بلكونة صغيرة جدا جدا... تكاد تسع لثلاثة فقط.

عاش جدي (الذي لم أره) وجدتي - رحمها الله - وأمي وخالي فيها... أمضى أعمامي وعماتي فيها اوقاتاً كثيرة.

فبرغم منتهى صغرها بالنسبة لأماكن أخرى كثيرة ... مع ذلك ذكرياتنا معها أكبر من اي ذكريات أخرى لأي مكان ! أرتباطنا بها أوثق من اي ارتباط بأي شيء أخر !!

لا أعرف حقاً سبباً لحبنا - كل من دخلها - لها، ورغبتنا في أمضاء أكثر وقت معها !

ووالله لا أدري - بل أني أستعجب - كيف كنت امضى ساعات كثيرة بها ... مجرد أحدق في الفراغ وأتأمل وأترك هواء صيف مصر يشعرني بها !!

أحياناً كنت أقرأ،

وأحياناً أشاهد بلدي التي أعلم أني مفارقتها !

أشاهد أولاد بلدي الطيبين.. أشاهد ملامحهم وكفاحهم !!

أحاول فهم بلدي وأهلي في هذه السويعات! ......

المهم.. (أندمجت مع الشرفة ونسيت خاطرتي الأساسية !.)

........ عندما كنت أرى الناس والعمّال وغيرهم! كانوا - بطبيعة الحال - يتصرفون بتلقائية.

الذي يلتفت يمين وشمال

الأم التي تترك أطفالها يعبرون الشارع وحدهم

الذي يتسول الذي يحمل قماشه متسخة لا أعلم أينظف أم يزيد سيارات من بالمطعم اتساخاً فقط حتى يجمع القليل من القروش !!

الأطفال الذين يمشون ويجرون الفتيات الصغيرات و...... .... الخ.

في هذه اللحظات خطرت ببالي الخاطرة!!

أنا فوقهم بقليل فقط !!

وأحزن أحياناً لحال البعض !!

وأحياناً أفرح لحال البعض الآخر !!

لكنهم لا يعلمون !! غافلون !!

ما نظر احداً منهم لفوق !! ليرى أأحد ينظر ؟!

أأحد يرى ؟؟!! أأحد محيط بما يفعلون ؟!!

يتلفتون يميناً وشمالاً ليرون من يراهم و يغفلون عني وعن الأعلى !!

فكرت

.. ونظرت أعلى مني ؟!!

هناك من يراني أنا أيضاً..

هناك من يعلم بخاطرتي وحالي !!

تأكدت من وضع حجابي! ......

إنه الله !!

ونحن غافلين عنه !! إنه من يرانا ... ويدرك كل ما نفعل .... بل ويعلم ما يدور في خاطرنا !! ومع ذلك لم نلتفت إلى ذلك !

شغلتنا أمور دنيانا عن أدراك حقيقة الوجود !! وعن التقرب إلى الواحد الأحد !! الصمد !!

فكرت

.. كم هو صغير الانسان ! ليس فقط في حجمه بالنسبة لهذا الكون.

وهذه النجوم ...

الكواكب ..

المدرات ..

الفراغ ...

ليس فقط أمام البحار والصحراء !!

بل هو صغير في شأنه !

محدود في عقله !

غريب في منطقه !

عجيب في تكوينه !

فكرت

.. أنحن في شرك أصغر ؟!!

الرياء !!

نتحوط ألا يرانا أحد .. وهو يرانا !!

لا نحاسب أنفسنا !! نبرر مواقفنا أمام الناس ! ووالله ما لها تبرير أمام الله !

نعلم ذلك ! ولكننا لا نعلم !

نذكر ذلك .. ولكن لا نعمل له !

يقول تعالى في حديثه القدسي "خيري إليكم نازل، وشركم إلي صاعد"

سبحان الله !

التعليقات لديها ما يغني التدوينة أكثر .. أراكم هناك إن شاء الله